
كتب / جعفر العلوجي
الخسارتان القاسيتان اللتان تعرض لهما ناديا الشرطة والزوراء أمام الأندية السعودية ليستا مجرد نتيجتين عابرتين في كرة القدم، بل صفعتان موجعتان على وجه الكرة العراقية، ودليلا صارخا على أن ما نعيشه اليوم هو انهيار كروي شامل على مستوى الأندية والمنتخبات .
أن يخسر بطل الدوري العراقي الشرطة بخمسة أهداف نظيفة أمام الأهلي السعودي، ثم يتلقى الزوراء ستة أهداف من النصر، فهذه ليست فروقات مباراة، ولا سوء يوم، ولا غياب لاعب هذه كارثة رياضية مكتملة الأركان، ودق واضح لناقوس الخطر، بل إنذار أخير بأن الكرة العراقية تسير بسرعة نحو الهاوية .
ما حدث يؤكد بما لا يقبل الشك أن الدوري العراقي فقد قيمته التنافسية، وبات عاجزا عن إعداد فرق قادرة على الصمود خارجيا ناهيك عن المنافسة، نحن لا نخسر لأن الخصم قوي فقط، بل لأننا ضعفاء إداريا، مفلسون فنيا، ومتخلفون تخطيطيا .
الحديث عن “مشروع” و”بناء” و”مستقبل” أصبح أسطوانة مشروخة تستخدم لتبرير الفشل بينما الواقع يقول إن الكرة العراقية تدار بعقلية ارتجالية وبقرارات فردية وبعيدة كل البعد عن العلم والاحتراف .
اتحاد الكرة وإدارات الأندية يتحملون المسؤولية الكاملة عما وصلنا إليه، لا يمكن تبرئة أحد سنوات من المجاملات، المحاصصة، ضعف الرقابة، وسوء اختيار المدربين واللاعبين أنتجت هذا المشهد المخجل الذي يدفع ثمنه الجمهور وحده .
الجمهور العراقي اليوم ينزف ألما، يرى تاريخه الكروي يهان وسمعته تداس وهو عاجز عن الفهم كيف تحولت كرة العراق صاحبة الإنجازات والمشاركات المشرفة إلى مادة للسخرية في المشاركات الخارجية؟
إن ما نحتاجه اليوم ليس بيان تهدئة ولا تبريرا إعلاميا، بل وقفة مسؤولة وشجاعة، تبدأ بعقد جلسة أكاديمية حقيقية تضم أصحاب الاختصاص، والخبراء الفنيين والإداريين النزيهين، تطرح فيها كل الأوراق بلا خطوط حمراء، ويشخص الداء بجرأة، وتوضع معالجات جذرية لا ترقيعية .
الكرة العراقية لا تستحق هذا المصير وتاريخها أكبر من أن يدار بهذه العشوائية، ما يحدث اليوم عيب وفضيحة وخيانة للثقة. وإن لم تتخذ قرارات مصيرية الآن فالقادم سيكون أسوأ، ولن تبقى لنا سوى الذكريات .
الكرة العراقية تحتضر فهل من منقذ قبل فوات الأوان؟