​مفتن والمواجهة العلنية



كتب / جعفر العلوجي


في ظهورٍ اتسم بالهدوء والثقة قدم الدكتور عقيل مفتن روايته الكاملة للملفات الشائكة التي أُثيرت حوله وذلك خلال برنامج «عالي المقام» مع الدكتور علاء الحطاب على شاشة قناة الأولى العراقية ، حديث خرج عن المألوف ليس من حيث المضامين فحسب ، بل من زاوية التوقيت والسياق ليضع المشاهد أمام خطاب مباشر بلا مواربة .

استهل مفتن حديثه بالتأكيد على مفاجأته بقرار وزارة الخزانة الأمريكية ، مشيرا إلى أنه قرار لم يكن متوقعًا ، وأنه تعامل معه قانونيا لا انفعاليا وفي هذا الإطار شدد على أن الحكومة العراقية كفيلة بحمايته ، كاشفا عن تشكيل لجنة عليا للنظر في الاتهامات وهو ما جعله بحسب تعبيره مطمئنا ومرتاحا .

وفي محاولة لتفكيك الاتهامات ، نفى مفتن لأول مرة وبشكل قاطع امتلاكه لأي شركة باسمه ، أو توليه منصبا إداريا في أي بنك طوال حياته ، معلنا في الوقت ذاته تكليف شركة محاماة أمريكية للترافع عنه أمام الجهات المختصة في الولايات المتحدة في خطوة تعكس ثقته بالمسار القانوني .

على الصعيد الرياضي ، أكد مفتن أنه أبعد اللجنة الأولمبية عن الوسط السياسي والأحزاب ، ورفض أي تدخل سياسي أو حزبي في انتخابات الاتحادات الرياضية معتبرا أن هذا الفصل هو أساس الإصلاح الرياضي الحقيقي ، وفي تقييمه لواقع الألعاب الجماعية ، أوضح أن الإنجاز يحتاج سنوات حتى في ظل دعم مالي حكومي لا محدود ، داعيا إلى الواقعية في تقييم النتائج .

ولم يخل حديثه من رسائل حادة ، إذ أشار إلى أن من وصفهم بـ«الذين أُجلسوا في بيوتهم بالقانون» هم من يسيئون إليه ويقودون حملات الكتابة ضده ، مؤكدا أن جميع الهدايا التي قدمها كانت من ماله الخاص وأن تبويبها مثبت بالأرقام داخل اللجنة الأولمبية .

وسجل مفتن نقطة مضيئة بالإشارة إلى تحقيق 14 ميدالية في بطولة الألعاب الآسيوية للشباب ، معتبرا ذلك ثمرة عمل مؤسسي ، قبل أن يوجه نقدا واضحا إلى وزارة المالية بسبب ما وصفه بالتقصير تجاه الاتحادات ، مطالبا بـتخصيص مالي واضح للقطاع الرياضي وتوسيع الهيئات العامة للأندية .

وفي ملف كرة القدم ، نفى وجود أي خلاف مع اتحاد الكرة موضحا أن العلاقة طبيعية ومشبها علاقة عدنان درجال بـيونس محمود بعلاقة الأب بابنه ، حتى في لحظات الزعل والاختلا ، كما أكد أنه لم يتقاض راتبا، وأن سفره وإقامته كانت على حسابه الخاص في محاولة لإغلاق باب التشكيك المالي .

لم يكن ظهور عقيل مفتن في «عالي المقام» مجرد دفاع عن النفس ، بل محاولة لإعادة ترتيب السردية من الاتهام إلى التوضيح ، ومن الضجيج إلى القانون ، قد يختلف المتابعون مع بعض طروحاته أو يشككون في أخرى ، لكن الثابت أن الرجل اختار المواجهة العلنية ، لا الهروب وفي زمن تختلط فيه السياسة بالرياضة بدا مفتن حريصا على تثبيت معادلة واحدة لا إصلاح رياضي بلا استقلال ولا محاسبة بلا قانون .

ويبقى الحكم النهائي بيد الوقائع لا الانطباعات .

إرسال تعليق

أحدث أقدم