الانتخابات تكشف السراق وتسقط خطاب الطعن الطائفي*

إحسان الموسوي

لسنوات طويلة ظل البعض يردد اسطوانة مشروخة يتهم فيها الشيعة بالفشل والفساد وكأنهم وحدهم من يتحمل وزر الخراب وكأن بقية المكونات ملائكة لا تمسهم شبهة ولا تلاحقهم تهمة لكن الانتخابات الاخيرة جاءت كاشفة لا راحمة وفضحت من كان يختبئ خلف عباءة الطهر الزائف

المال السياسي انفجر في كل زاوية مكاتب انتخابية فاخرة سيارات مصفحة اعلانات بملايين مؤتمرات في فنادق خمس نجوم صور تغطي الجدران ووعود لا تسندها برامج ولا تاريخ كل هذا الانفاق لم يأت من رواتبهم ولا من مدخراتهم بل من المال العام من الصفقات من العمولات من النهب المنظم

من انفق اكثر هو من سرق اكثر ومن اشترى الاصوات هو من باع الوطن ومن نافس بالمال لا بالفكر هو من يخشى المحاسبة

الانتخابات لم تفضح الشيعة بل فضحت من كان يتهمهم وكشفت ان الفساد لا مذهب له وان السراق لا طائفة لهم وان من ينهب قوت الناس لا يمثل مكونا بل يمثل منظومة جشع لا دين لها ولا شرف

الخطاب الطائفي سقط امام صور المرشحين التي غطت المدن وامام الولائم التي اقيمت لشراء الولاءات وامام الهدايا التي وزعت لشراء الذمم

الوعي الشعبي اليوم امام اختبار حقيقي اما ان يسقط هذه المنظومة التي تتاجر بالطائفة وتنهب باسمها واما ان يعيد انتاجها في دورة جديدة من الخراب

الانتخابات ليست معركة مكونات بل معركة وعي والناخب الذي يصدق ان الفساد حكر على طائفة هو شريك في الجريمة

من كان يتهم الشيعة بالفشل عليه ان ينظر الى المرشحين من مكونه كيف ينثرون المال بلا حساب وكيف يشترون الاصوات بلا خجل وكيف يركبون موجة الوطنية وهم غارقون في وحل الصفقات

الفساد لا طائفة له والسرقة لا مذهب لها والعدالة لا تعرف المحاصصة اما ان ننتخب من يخدمنا او نمنح الشرعية لمن ينهبنا من جديد

هذه هي الحقيقة التي كشفتها الانتخابات شاء من شاء وابى من ابى .

إرسال تعليق

أحدث أقدم