
بقلم/د. فاضل الشويلي
سجل التاريخ العديد من الشواهد التي نرى فيها سقوط الملوك والسلاطين والامراء والرؤساء قد لا يكون السبب ضعف الحاكم نفسه بل فساد من يحيطون به
فالحاشية تلعب دورا محورياً ومهماً بتوجيه قرارات الحكام الى الشعب بالطريقة التي تراها مناسبة لمصالحها و أن بعض الحواشي تقوم بتشويه صورة الحاكم امام الشعب بثقل كبير من الاكاذيب عن وزرائه وموظفيه في المؤسسات فيستغل اسمه للفساد والظلم فتحول الحاكم الى اداة
قسر بدلاً ان يكون وسيلة عدل واصلاح ورفع المظلومية
الحاشية هي بنية نفوذ تمتلك مفاتيح القرار: القرب الجسدي، لسهولة الوصول إلى الحاكم، وتشكيل صور الواقع أمامه. فتتحول الحاشية من ذراعٍ داعم إلى سيفٍ خفيّ يهدّد بقاء الحاكم أو يقود إلى إسقاطه — أحياناً ببطءٍ وخشونةٍ أقل من الانقلابات المسلحة، وهنالك مجموعة من النقاط المهمة التي .
تحول الحاشية كسيفٍ خفيّ؟
1. التحكم بالمعلومة: الحاشية تختار ما يصل إلى الحاكم وما يُبقي بعيدًا. تنقيح التقارير، تأخير الإحاطات، أو تضخيم قضايا معيّنة يجعل الرؤية ناقصة أو مشوّهة. حاكم يعيش في فقاعة معلوماتية يصبح عرضة لاتخاذ قرارات خاطئة تُضعف موقعه.
2. عمولة الولاءات: الحاشية تشكّل شبكة ولاءات مصالحية — من مناصب وامتيازات إلى مكاسب مالية وأمنية. هذا المشهد يخلق تضادّاً بين مصلحة الحاكم ومصلحة الحاشية، ما قد يدفع أفراد الحاشية إلى سحب الدعم أو التآمر عند الشعور بأن مصالحهم مهددة.
3. العزل الاجتماعي والسياسي: بوصفها مرشحاً للثقة، تُنقِص الحاشية من تواصل الحاكم مع قوىٍ أخرى: وزراء مستقلّون، قادة أحزاب، أو حتى المجتمع المدني. هذا العزل يزيد من هشاشة الحاكم أمام أي أزمة.
4. إدارة الانطباع العام: عبر الضخ الإعلامي، تسريب ملفات، أو تشويه خصوم، .
لذالك ضرورة اتباع بعض النقاط
لتقليل مخاطر الحاشية :-
1. شفافية وصول الحاكم: تنظيم قنوات متعددة ومستقلة للمعلومات تحمي صيغ اتخاذ القرار من التلاعب.
2. مؤسسات رقابية قوية: رقابة إدارية وقضائية غير خاضعة لسيطرة دائمة من قرب الحاكم تُقلّص قدرة الحاشية على التمدّد.
3. استقلالية الأجهزة التنفيذية: تقوية النزاهة في التعيينات ومباديء الشفافية في المناصب الحسّاسة يضع عوائق أمام خلق شبكات ولاءات مغلقة.
4. مشاركة سياسية أوسع: تشجيع المشاورات مع قوى سياسية ومجتمعية يقلّص العزلة ويزيد من توازن الرأي.