
أصبحت اليوم بغداد ومحافظات العراق تمتلأ شوارعها فتغص بصور المرشحين لانتخابات مجلس النواب والتي ستنتهي باختيار (329) نائب ليمثلوا أبناء العراق تحت قبة البرلمان , وبين الدعاية والوعود والتزام المواطن بالتصويت لمرشحه للفوز بالانتخابات فكان هناك عهد من الناخب لانتخاب من يعتقد انه يمثله ووعد من المرشح ليكون صوته تحت قبة البرلمان وان يعمل جاهدا على نقل كل المشاكل التي تعلقت لتطرح من خلال صوت منح ( لمرشح ) ليكون ممثلا عنه .
وبين ساحات الانتخاب وصناديق الاقتراع كان العهد قد نفذ من الناخب بعد ان وضع بطاقة انتخابه في صندوق الاقتراع ليحل رقبته من هذا العهد وقد صدق فهو من ساند وصوت فمنح صوته لينتظر ما سينتظره من نائبه الذي منح له صوته.
وهنا سيظهر من يلتزم بالوعد عند اول جلسه يعتمد بها المرشح كنائب ويجلس على كرسي منح له من أصوات وضعت ثقتهم به , فينجح"البعض"بالوفاء لوعدهم ويخفق الاخرين في الالتزام بما قطعوه على انفسهم من وعود وما كانت تصدح حناجرهم به من التزام بتلك الوعود .
فينتظر الناخب مَنْ رشحه ليطرح عليه مشاكله لتجد لها سبيلا لحلها من خلاله واكيد تعتمد الية الطرح والمتابعة نشاط"النائب"وجديته في طرحها ليكون قد بر بوعده، لأنه يعلم ان أربع سنوات ستنقضي وانه سيكون في ساحة الانتخاب وسيجد من كان له صوتا في البرلمان هو الان سيضع له صوته في صندوق الاقتراع هذا لمن وفى بعهده وعلم وتعلم انه صوت صادق من مواطن وضع ثقته به.
اما من اخفق ... فقد اخفق , وهناك بعض المرشحين بعد اول جلسة وعند اعتماده كنائب سيسرع لتغيير ارقام المحمول ويصبح لناخبه مجهول وينسى الوعود وينقلب على حاله ليعيش في وضعه الجديد"سيادة النائب"فتتحول اتجاهاته من وقناعاته الى جهات وتفرعات تبتعد عن ناخبه فتتحرك به الأيام لتنتهي دورة البرلمان , عندها سيظهر الى الساحة فيكرر وعوده ويضع رقمه"موبايله " بخدمة من يظن انه ينتخبه فيجيب على المكالمات بكل ترحاب ويعقد المؤتمرات ويتحرك بمساحات كثيرا ليكسب صوت الناخب ورضا من سيضع صوته ليوصله تحت قبة البرلمان .
وهنا نسال اذا كان هذا ال البعض من السادة النواب مع ناخبيهم فما هو عملهم تحت قبة البرلمان وهو من اهم اعماله ان يكون قريب من ناخبه الذي وضع ثقته به وان يكون صوته في مجلس النواب بل يطمح ان يكون له مفتاحا لمشاكله وعاملا لتطوير مدينته وصوتا في بناء المدرسة لأبنائه وساعيا في انشاء مستشفى في مدينته كل هذا من اجل غيره انتخبه ومنح له صوته , فهل ستعي بعض المرشحين ان انتخابهم كنواب هو مسؤوليه عظيمه تجعلهم اكثر قربا من ناخبيهم واكثر تماسكا في التواجد معهم وان ما يحلم به النائب الذي سيغلق"مباليه"ليبحث عن امتيازات النائب هي أيام وستنقضي وسيكون بعدها