احسان الموسوي
في لحظة سياسية غير مألوفة قرر الرئيس الامريكي دونالد ترامب تعيين رجل اعمال من اصول عراقية مبعوثا خاصا الى العراق رغم ان خلفيته ترتبط بصناعة الحشيشة القانونية في الولايات المتحدة هذا القرار اثار جدلا واسعا لكنه يكشف عن تحول استراتيجي في طريقة واشنطن للتعامل مع الشرق الاوسط
التحول هنا ليس في الشخص بل في الرمز فاختيار شخصية تجارية تعمل في مجال مثير للجدل مثل الحشيشة يعكس رغبة امريكية في كسر القواعد التقليدية للدبلوماسية واستبدالها بادوات اكثر مرونة واقل رسمية وهذا يعكس ايضا انتقال واشنطن من النفوذ العسكري الى النفوذ الرمزي والاقتصادي
من زاوية استراتيجية يمكن قراءة هذا التعيين كاختبار لسيادة العراق فهل ستتعامل بغداد مع مبعوث لا يحمل صفة دبلوماسية تقليدية وهل ستقبل بهذا النموذج الجديد من العلاقات ام ستعتبره تدخلا غير مألوف في شؤونها الداخلية
الرسالة الامريكية قد تكون مزدوجة فهي من جهة تعكس رغبة في التواصل مع المجتمع العراقي عبر شخصية من اصول محلية ومن جهة اخرى تشير الى ان واشنطن لم تعد ترى في العراق ساحة صراع بل سوقا للتأثير الرمزي والاقتصادي
هذا التعيين يفتح الباب امام اسئلة كثيرة حول مستقبل العلاقة بين بغداد وواشنطن هل ستتطور نحو شراكة غير تقليدية ام ستبقى اسيرة للشكوك والرموز المثيرة للجدل
في النهاية يبقى تعيين مبعوث مرتبط بصناعة الحشيشة حدثا غير عادي لكنه يحمل في طياته دلالات استراتيجية عميقة حول شكل النفوذ الامريكي في المنطقة وطبيعة التحولات القادمة في العلاقات الدولية .