
محمد عطوف الأوسي
بمناسبة اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية ارى من المناسب ان نشير الى جملة من المظاهر السلبية المصاحبة لهذه الممارسة الديمقراطية ، اولى هذه المظاهر هو البذخ الغير معقول للدعايات الانتخابية لأغلب المرشحين ولا سيما من هم في السلطة ( التشريعية والتنفيذية ) المظهر الثاني والخطير هو الترغيب بشراء بطاقات الناخب وهو دليل واضح على ان من يبيع صوته هو غير مقتنع لا بالمرشح المشتري او بالعملية السياسية برمتها ، المظهر الثالث هوتحشيد الحشود على اساس طائفي وعنصري نكاية بالطرف الأخر المختلف ، وهذا وحده يعد عاملاً اساسياً في افساد الاذهان وللعملية الديمقراطية الفتية وأخيراً وليس اخراً الظهور الاعلامي بين من يحسبون انفسهم محللين وظليعين بالعلوم السياسية ودورهم السلبي في تشويه اخلاقية العمل السياسي الصحيح ، فالثقافة السياسية لمجتمعٍ ما تلعب دوراً في رسم السياسات العامة اعتماداً على قوة وعي الأرادة الوطنية التي تمتلكها النخب وقوى الشعب الفاعلة والمؤثرة، فالثقافة السياسية تعني توجهات وأتجاهات الغالبية العظمى من افراد المجتمع صوب النظام السياسي الذي يحكمهم ، وكذلك رؤية الفرد لدوره في النظام السياسي ، وينطلق انصار هذا التعريف ونحن منهم من افتراض ان هناك علاقة بين الثقافة السياسية والسلوك السياسي بأعتبار ان السلوك السياسي هو وليد الثقافة السياسية في المقام الأول ، وعليه فأذا اراد اي باحث او متابع او مهتم ان يفهم الواقع السياسي او السلوك السياسي في مجتمع ما، لابد له من ان يفهم الثقافة السياسية في هذا المجتمع ، وكما ان للظاهرة الاجتماعية ثلاث ابعاد : بعد اجتماعي وبعد اقتصادي وبعد سياسي ، فأن الثقافة العامة للمجتمع لها ابعادها ايضاً ، ومن ثم فهناك الثقافة الاجتماعية والثقافة الأقتصادية والثقافة السياسية ، أي ان هذه الاخيرة هي جزء من الثقافة العامة للمجتمع ، ونقصد بها منظومة العادات التقاليد والمعتقدات والقيم السائدة في المجتمع صوب النظام السياسي والتي ستتحدد بناءً عليها اشكال النقاش السياسي ، وتتحدد على ضوئها قناعات الافراد ، من خلال كيف يرى الفرد دوره في النظام السياسي ؟ والى اي حد يرى انه ينبغي عليه ان يلعب دوراً او أن يشارك في الحياة السياسية ؟ ، اسألة على قدر من الأهمية وعلى كل مهتم بالشأن السياسي ان يجيب عليها بموضوعية وحيادية .
لكم مني كل المودة الاحترام
مشروع الاعتدال الوطني الحضاري ( الطريق الثالث )