
إحسان الموسوي
في لحظة مفصلية من تاريخ العراق الحديث وبينما تتكالب عليه مشاريع الهيمنة الغربية وتفرض عليه ارادات خارجية عبر حكومة تنفذ دون مراجعة تبرز الحاجة الى موقف وطني شجاع يعيد التوازن السياسي ويمنح الشعب فرصة لرؤية النور بعد سنوات من الظلمة والتبعية
القطيعة بين السيد مقتدى الصدر والسيد نوري المالكي لم تعد خلافا شخصيا او سياسيا بل تحولت الى عامل رئيسي في اضعاف البيت الشيعي وتعطيل القرار الوطني وفتح الابواب امام التدخلات الاجنبية التي وجدت في الانقسام فرصة للتمدد والهيمنة
السيد مقتدى الصدر يمثل اكبر قاعدة جماهيرية في العراق وقد حمل راية الاصلاح ووقف في وجه الفساد وكان صوتا للفقراء والمهمشين اما السيد نوري المالكي فهو احد ابرز عرابي السياسة العراقية ويمتلك خبرة عميقة في ادارة الدولة وفهما دقيقا لتوازنات الداخل والخارج الجمع بين القاعدة الشعبية والخبرة السياسية ليس تنازلا بل خطوة استراتيجية نحو بناء مشروع وطني جامع يعيد للعراق قراره وسيادته
حكومة السوداني التي جاءت بوعود الاصلاح تحولت الى اداة طيعة للمشاريع الغربية تنفذ ما يطلب منها دون نقاش وتتمرر السياسات دون مقاومة حتى بات العراق مهددا بفقدان هويته واستقلاله في ظل هذا الواقع لا بد من تحالف جديد يعيد رسم خارطة القوى ويمنع انزلاق البلاد نحو المزيد من التبعية والانهيار
المطلوب اليوم ليس اندماجا كاملا بين السيدين بل تفاهم استراتيجي يقوم على احترام الخصوصيات ويدار بحكمة ويراقب بشفافية المطلوب ان يسمو العقل السياسي فوق الجراح وان تقدم مصلحة العراق على كل اعتبار
الجماهير التي تؤمن بالصدر والساحات التي هتفت باسمه تنتظر منه موقفا تاريخيا يعيد الامل والمالكي بما يمتلكه من ادوات سياسية قادر على ان يكون جزءا من الحل لا جزءا من الازمة العراق بحاجة الى هذا التحالف لا من اجل السلطة بل من اجل الدولة
فهل نرى من القيادات الشيعية موقفا يعيد التوازن هل يكتب للعراق عهد جديد من الشراكة الوطنية ان التاريخ لا يرحم والشعب لا ينسى والوطن لا ينتظر
العراق اولا ولتكن هذه اللحظة بداية النور بعد ظلمة التبعية .