د. محمد علي المعموري
صرنا نشكو من دقة العمل والمواعيد عندما نريد أن نبني بيتًا أونرممه؛ لأننا عند لحظة الشروع في هذا القرار نواجه سؤالًا: من أيننأتي بمقاول ينفذ كل ما اتفق عليه من جودة البناء أو دقة المواعيد؟وقبل أن أخوض في هذا الموضوع الذي نعلم نتائجه، عليّ أن أطمئننفسي أولًا بأن هناك رجالًا امتهنوا مهنتهم ولا زالوا يحافظون عليهابكل ما اتفق عليه، ونتمنى أن يحذو حذوهم من يريد أن يبني له سمعةتُؤهله للاستمرار بعمله.
*الالتزام والجودة: أسس النجاح*
أعتقد أنني أجد مثالًا حاضرا يحاول، بل يسعى لأن يكون بمستوىثقة صاحب العمل. ولا أعتقد أنه هو وحده من يفعل هذا، بل أجزم أنالكثير من أصحاب المهن لهم نفس الدوافع للحفاظ على سمعتهم. "أبوسجاد" نموذج رائع في الالتزام والتميز، فهو شاب احترف مهنةالمقاولات، ابن عن أبٍ طور نفسه وأصبح ناجحًا في عمله.
*تطبيق شروط الجودة*
"أبو سجاد" ملتزم بتطبيق شروط الجودة في تهيئة وإعداد كادره، فهومنتظم في الإشراف على حضورهم ومواعيد عملهم ووجبات غذائهمووسيلة نقلهم، إضافة إلى أنه يشرف بنفسه على دقة عملهم دون أنيخلق جو التوتر في العمل، بل هو ينظر ويوجه بقانونه الخاص الذياكتسب مفاهيمه عن أبيه، ليكون بذلك قادرًا على ممارسة عمله بكلبساطة، ويكون إنتاجه في الأخير بدقة ترضي المستهلك.
*السر وراء النجاح*
لماذا حرص "أبو سجاد" على تطبيق بعض من شروط الجودة في عملهدون أن يدرك أنها مفتاح اكتساب الأيزو في عمله؟ أعتقد أنه اكتسبالمهنة من شخص (والده) كان حريصًا على أن ينفذ عمله بكل دقة،وكذلك استطاع أن يطور نفسه، إضافة إلى أنه أدرك أن العمل الجيديجلب له السمعة الجيدة، وبالتالي فإنه وسيلة لثقة الناس لينفذ أعمالًاأخرى دون الحاجة إلى التحايل أو التملص من وعوده.
*الجودة في العمل: مسؤولية الجميع*
أليس "أبو سجاد" العراقي الذي لم يقرأ يومًا عن الجودة قد طبقمبادئ الجودة بشرطيها المهمين (دقة العمل وإرضاء الزبون)؟ ناهيكعن الأمور الإدارية التي تم ذكرها، والتي تعتبر المكمل لنجاح عمله. وهكذا نجد من "أبو سجاد" نموذجًا لتطبيق أسس ومتطلبات الجودةفي عمله، وهو أيضًا مرتكز على أسس الجودة التي زرعها في نفوسناالإسلام، حيث قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "رحم الله امرًاعمل عملًا فأتقنه".
في النهاية، نجد أن "أبو سجاد" يطبق شروط الجودة، ونجد غيرهدخيل على المهنة ابتعد عن أساسيات العمل والالتزام به. تحية للمقاول"أبو سجاد" ومن مثله، وهم كثيرون، وننتمى على من دخل إلى مهنتهمالرجوع إلى حيث كان يعمل أو أن يتخذ طريقهم.