
كتب / جعفر العلوجي
في الوقت الذي يمر به وطننا بتحديات معقدة ، تعود بعض الجهات التي أفلس رصيدها الوطني والسياسي للعب مجددا بورقة محروقة سبق وأن تم تداولها وانتهى مفعولها منذ زمن ، محاولة إحياءها من جديد في محاولة بائسة لصناعة ضوضاء إعلامية لا قيمة لها .
والمؤسف أن هؤلاء وجدوا في القرار الأمريكي الأخير مادة للفرح والتشفي تجاه شخصيةٍ وطنية خدمت العراق في أصعب الظروف ، وقدمت من الجهود ما يشهد له في الداخل والخارج ومن العار أن يتحول موقف أجنبي إلى مناسبة للشماتة من بعض الأصوات التي باعت مواقفها وارتمت في أحضان الخارج ، غير مدركة أن الكراسي التي تسعى إليها لا تبنى على التبعية ولا تدوم بالخضوع .
ونسأل هؤلاء :
ماذا فعل الدكتور عقيل مفتن بكم ؟ هل استولى على حقوقكم ؟ هل حاربكم في رزقكم ؟ أم أن ذنبَه الوحيد أنه خدم وطنه باخلاص ولم يساوم على مبادئه كما فعلتم أنتم ؟
إن من يفرح بقرار خارجي ضد أبناء بلده ويعتبره انتصارا له لا يمت للوطنية بصلة ، بل يكشف عن نفسه أمام الجميع ، ويسقط قناعه الذي طالما تزين بشعارات ثورية زائفة .
قرار الخزانة الأمريكية لم يضعف مكانة الدكتور عقيل مفتن ، بل زاد حب الجماهير له ، لأن خدمة الوطن لا تقاس بالمواقف الخارجية بل بالعطاء الداخلي والدليل واضح في هاشتاغ #عقيل_مفتن_يمثلني الذي يجتاح وسائل التواصل الاجتماعي .
أن الأصالة العراقية كانت وستبقى هي السيدة ، وأن زمن المتاجرة بالمواقف والولاءات انتهى ولن يصمد أمام وعي الجماهير التي تعرف جيدا من خدم العراق باخلاص ، ومن باعه بثمن بخس في سوق المصالح الضيقة .
إن العراق أكبر من قرارات الآخرين وأكبر من فرحتكم الزائفة ، وستبقى الحقيقة ساطعة مهما حاول البعض حجبها ، وسيعلم الذين خانوا ضمائرهم أن الأيام كفيلة بفضحهم .