
جعفر العلوجي
يمثل القائد الحقيقي قيمة مضافة في كل موقع يشغله، ليس بما يمتلكه من صلاحيات بل بما يتركه من أثر عملي وانعكاس مباشر على الأداء والمؤسسات، وتبرز التجربة المهنية للفريق الدكتور عدي سمير الحساني نموذجا واضحا لقيادة واعية، تعتمد على التخطيط، والانضباط، والإدارة الذكية للموارد البشرية، فمنذ أن كان آمرا لكلية الشرطة، أثبت الحساني قدرة استثنائية على الارتقاء بالمستوى التدريبي والانضباطي للضباط والمنتسبين، ونجح في تحويل البيئة التعليمية إلى فضاء يعزز المهنية ويصنع القيادات المستقبلية، ما جعله واحدا من الأسماء التي تركت بصمة واضحة في بنية التدريب الأمني في العراق .
وعندما تولى مسؤولية مديرية المرور العامة، انتقل الحساني بروحية القائد نفسه، فأعاد تنظيم المفاصل الإدارية، وفعل نظم المتابعة والمحاسبة، ورفع مستوى العمل الميداني، معتمدا أسلوب القيادة القريبة من المجتمع والمرتكزة على فهم التحديات اليومية لحركة السير وقد ظهر أثر هذا النهج في انخفاض معدلات الفوضى المرورية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطن، إضافة إلى تعزيز الثقة بين رجال المرور والجمهور .
كما أن حسن الاختيار يعد جزءا مهما من نجاح المؤسسات، فقد أثبت قرار وزير الداخلية الفريق الركن عبد الأمير الشمري بتكليف الفريق الحساني أنه قرار صائب مبني على قراءة دقيقة للكفاءات، هذا الاختيار أفرز نتائج ملموسة وسريعة في العمل، إذ انعكست خبرة الحساني وروحية القيادة المهنية التي يتمتع بها على مفاصل الأداء، ليظهر أثره الإيجابي بوضوح في الميدان وعلى مستوى التنظيم والإدارة، مؤكدا أن القيادة حين توضع في مكانها الصحيح تنتج عملا استثنائيا .
يحسب للحساني أنه يمارس القيادة بوصفها مسؤولية وليست منصبا، فهو ينزل إلى الميدان، يتابع التفاصيل ويضع المعايير قبل القرارات، كما يمتلك رؤية أمنية وإدارية جعلته أحد الركائز الأساسية في وزارة الداخلية، لما يتمتع به من خبرة واسعة وقدرة على معالجة الملفات الكبرى بطريقة هادئة وحاسمة في الوقت نفسه .
وتعود قيمة القائد في قدرته على أن يبقى ثابتا في المبادئ مرنا في الأساليب، وهو ما فعله الحساني في كل مرحلة من مسيرته، لم يبحث عن الأضواء، بل ترك عمله يتحدث عنه ونجاحاته تفرض حضورها وبفضل هذا النهج أصبح اسمه يرتبط بالانضباط والكفاءة والقيادة المهنية الرصينة، في مؤسسات تحتاج إلى من يفهم أن الخدمة العامة شرف ومسؤولية قبل أن تكون موقعا .
إن تجربة الفريق الدكتور عدي سمير الحساني تؤكد أن القيادة ليست صدفة، بل هي تراكم خبرات، وحكمة قرار، وقدرة على إدارة الأزمات وتحويلها إلى فرص، وهكذا يبقى القائد الحقيقي حاضرا بقيمه وأثره أينما كان، مهما اختلفت المناصب وتعددت المهام .