
نعمت عباس
يستعد منتخبنا الوطني لخوض مواجهة مرتقبة أمام نظيره الأردني في بطولة كأس العرب المقامة حالياً في قطر، وسط ترقب جماهيري كبير لما ستحمله هذه القمة من إثارة وندية وتاريخ طويل من المنافسة الأخوية بين المنتخبين.
تعثر العراق أمام الجزائر… أسباب واضحة
شهد اللقاء الأخير لـ“أسود الرافدين” أمام المنتخب الجزائري أحداثاً أثرت بشكل مباشر على نتيجة المباراة، التي انتهت بفوز الجزائر بهدفين دون رد.
ففي الدقيقة الخامسة تلقى اللاعب حسين علي البطاقة الصفراء الثانية ليغادر الملعب مبكراً، ما اضطر منتخبنا إلى إكمال المباراة بعشرة لاعبين، الأمر الذي أثقل كاهل الفريق وأفقده التوازن في الخطوط.
وزادت معاناة منتخبنا بخروج النجم مهند ميمي للإصابة، ما أدى إلى تغيير تكتيكي مفاجئ انعكس على شكل الفريق وقدرته على مجاراة المنتخب الجزائري.
ورغم هذه الظروف، برز الحارس فهد طالب بشكل لافت، إذ أنقذ المرمى من عدة فرص محققة، وتولى في كثير من اللحظات دور “الليبرو” في تنظيم اللعب من الخلف، رغم غيابه الطويل عن التشكيلة الأساسية.
قمة مرتقبة… حسابات معقدة وطموحات كبيرة
مواجهة العراق والأردن تحمل طابعاً خاصاً، فالمنتخب الأردني يحضر بصفته متأهلاً إلى نهائيات كأس العالم، فيما ينتظر العراق نتيجة الملحق العالمي لحسم مصيره.
كلا المنتخبين يطمح للوصول إلى أبعد نقطة في بطولة العرب، ومن المتوقع أن يعتمد المدربان على العناصر الأساسية التي حصلت على قسط كافٍ من الراحة، ما يجعل المباراة قمة في الإثارة والمتعة.
وتاريخياً، قدمت لقاءات العراق والأردن العديد من القصص الكروية الجميلة التي بقيت راسخة في الذاكرة، كما أن العلاقة الأخوية بين البلدين تضيف بعداً إنسانياً على هذه المواجهة، خصوصاً أن الأردن كان أول منتخب عربي يزور العراق بعد قرار رفع الحظر الجزئي عن الملاعب العراقية.
رسائل رياضية سامية
يتطلع عشاق الكرة العربية إلى أن يعكس اللقاء قيم المحبة والنزاهة والروح الرياضية، كما حدث في مواجهة الإمارات والعراق التي قدمت رسالة إيجابية للعالم حول أخلاق كرة القدم العربية وترابط شعوب المنطقة.
وصية أخيرة… نحو تصحيح المسار
تزايد البطاقات الملونة وإصابات اللاعبين خلال المباريات الأخيرة يعكس ضعفاً بدنياً ونفسياً لدى بعض العناصر، ما يستدعي ـ بحسب آراء فنية عدة ـ ضرورة الاستعانة بخبراء في علم النفس الرياضي وأخصائيي اللياقة البدنية، خصوصاً أن العراق يمتلك كوادر وطنية متميزة في هذه المجالات.
وفي ظل اتساع صلاحيات رئيس الاتحاد في اختيار الجهاز الفني، يرى البعض أن احترام آلية التصويت داخل الاتحاد واجب، وأن تحييد الآراء الفنية قد يؤثر في عملية صنع القرار. لذلك تبرز الدعوة إلى اعتماد منهج تشاركي والاستماع إلى أهل الخبرة لتصحيح المسار والاقتراب من الهدف المنتظر على الساحة العالمية