
حسن درباش...
لم تعد الأخطاء التحكيمية التي تتعرض لها الفرق العراقية مجرد هفوات عابرة. فالتكرار، والتوقيت، وطبيعة القرارات، والوجوه ذاتها التي تتسبب في الجدل — خصوصًا بعض الحكام العرب والخليجيين ومن بينهم حكام أردنيون — تكشف أن الأمر أصبح سلوكًا ممنهجًا لا علاقة له بروح اللعبة ولا بقواعد العدالة.
المشكلة لم تعد في الحكم نفسه، بل في البنية التي تدير الكرة الآسيوية. فالاتحاد الآسيوي غارق في تحالفات إقليمية ضيقة، وتدخلات ذات بعد طائفي وسياسي، وسيطرة واضحة لعدد من دول الخليج على المناصب واللجان واتجاهات القرار. هذه السيطرة جعلت الاتحاد رهين عقلية لا ترى آسيا بحجمها الحقيقي، بل من خلال منظار مصالح صغيرة وانحيازات مكشوفة.
والعراق، بتاريخ كروي أقدم من عمر كثير من الاتحادات الإقليمية، أصبح ضحية هذا الواقع المشوّه. فاسم العراق وحده — بثقله وجمهوره وعمقه التاريخي — بات يثير حساسية لدى بعض المسؤولين الخليجيين داخل الاتحاد، فيتحول الشعور بالتضاؤل إلى قرارات تعسفية تفتقر إلى الحد الأدنى من النزاهة والاتزان.
وما دامت الصافرة قد تخلّت عن حيادها، وما دام الاتحاد الآسيوي يدار بعقلية لا تليق بقارة تضم اليابان والصين وكوريا الجنوبية وإيران، فلا بد من طرح سؤال جريء وصريح:
لماذا تبقى كرة القدم العراقية أسيرة منظومة عاجزة عن تحقيق العدالة؟
الحل يبدأ من إعادة تشكيل قيادة الاتحاد الآسيوي. فمن غير المعقول أن تُدار أكبر قارات العالم الرياضي من دول لا تمتلك العقلية الكروية ولا المؤسسات القادرة على قيادة المشهد. انتقال الرئاسة إلى إحدى الدول الكبرى — اليابان، الصين، كوريا الجنوبية، أو إيران — سيمنح الاتحاد ثقله الحقيقي، ويعيد التوازن، ويضمن تحكيمًا مستقلًا بعيدًا عن تأثير الطائفية أو التحزّب الإقليمي.
أما العراق، فقد آن له أن يتحرك رسميًا عبر اتحاد الكرة ووزارة الرياضة لوضع هذا الملف على طاولة الفيفا:
إما إصلاح جذري داخل الاتحاد الآسيوي،
أو فتح باب الانتقال نحو إطار أكثر عدالة يحفظ حقوق الكرة العراقية.
فالعراق ليس هامشًا في آسيا،
ولا طرفًا يمكن تجاوزه بقرارات منحازة،
ولا فريقًا يقبل أن تُصادر نتائجه بأصابع ترتجف أمام اسمه.
لقد آن للعراق أن يضع حدًّا لهذه المعادلة المختلّة…وبعد رؤية دموع اللاعب علي حسين وركوع اللاعب احمد يحيى خشية من اتخاذ الحكم لاي حركه صغيره كعذر لطرده ..
فلا هيبة تُبنى تحت صافرة مسيّسة، ولا عدالة تُرجى من اتحاد فقد بوصلته.ولتبقى تلك الاتحادات تتصاع فيما بينها في حضيره النزال المسيس والمباع ..