حاتم العراقي… إنسانيةٌ تسبق الصوت، وعاطفةٌ تنسج ملامح فنه


بقلم/ د.فاضل الشويلي

منذ أن ترعرع في بيئةٍ شعبيةٍ بسيطة، حمل الفنان حاتم العراقي في قلبه إنسانيةً صادقة قبل أن يحمل موهبته الفنية. لم تغيّره الأضواء، ولم تسرق منه وفاءه القديم؛ فالأصدقاء لهم في حياته مكان لا يمحى، يتواصل معهم، يطمئن على أحوالهم، ويقدّم يد العون بصمت… بصوتٍ لا يسمعه حتى أقرب الناس إليه.


هذه التفاصيل والملامح هي التي تصنع الكبار… وتؤطر صورتهم في مجتمعهم احيانا تجمعني وبعض الاصدقاء سحور رمضاني او فطور او غداء عند احد الاصدقاء الذي يمثل موطئ قدم منزله لنا وهي ما يجعل من حاتم العراقي فناناً لا يُحب لصوته فقط، بل لنبله، وعمق إحساسه، وصدقه مع الناس قبل أن يكون صادقاً مع الفن وان الفنان لايقاس بمسيرته او عطاءه من اعمال بل بما يتركه من تاثير انساني وحاتم العراقي مثل انموذجا لم يسمح للشهرة بان تبعده عن قيمه الاخلاقيه والانسانيه بل متمسكا بشخصيته التي عرفها الاصدقاء المقربين له لذالك حاتم ينطلق من القلب الى الجمهور فكل كلمه يؤديها تبدو امتدادا لشخصيته الهادئه وعمق اصالته المعبره عن 

الاحاسيس المؤثره للمتلقي

الرجل يمتلك وفاء لاتغلبه المسافات

لا ينسى حاتم العراقي أصدقاءه القدامى، ولا يسمح لزحمة الحياة الفنية بأن تُبعده عنهم. يتواصل معهم بشكل دائم، يطمئن عليهم، ويقف إلى جانب من يحتاج منهم دون ضجيج أو إعلان. كثيرون تلقّوا منه دعماً إنسانياً لا يعرف به حتى أقرب الناس إليه، فالعطاء بالنسبة له قيمة داخلية لا مناسبة إعلامية.


هذه الإنسانية العميقة انعكست بوضوح على اللون الغنائي الذي يقدمه. فصوت حاتم العراقي ليس مجرد أداء احترافي، بل امتداد لعاطفة صادقة نابعة من تجربته الحياتية. لذلك وصل إلى الجمهور بسهولة، وتحوّل إلى واحد من أبرز الأصوات العراقية والعربية القادرة على لمس مشاعر المتلقي دون تكلّف.

في زمنٍ يزداد فيه حضور الظهور على حساب الجوهر، يمثّل حاتم العراقي نموذج الفنان الحقيقي الذي يحتفظ بقلبه مهما امتدّت به خطوات النجاح. فمكانته اليوم لم تُبنَ على الفن وحده، بل على مزيج نادر من الإحساس، الوفاء، والإنسانية

إرسال تعليق

أحدث أقدم