
إحسان الموسوي
في العراق تتكرر المأساة وتتشكل بأوجه جديدة لكنها تحمل ذات الجوهر نهب ممنهج واستغلال سافر للسلطة وتفريط بالسيادة مقابل طموحات شخصية لا تعرف حدودا ولا تقف عند مصالح الشعب ولا كرامة الدولة في مشهد انتخابي مشوه تنثر فيه الأموال في الشوارع وتُهدر فيه ثروات البلد بلا حساب ولا رقيب يظهر محمد شياع في واجهة المشهد السياسي وهو يغرق الساحة بالدعايات الممولة من مصادر مجهولة وأموال لا يُعرف لها أصل ولا مسار
الادعاء العام غائب الجهات الرقابية مختنقة الإعلام يرصد لكنه لا يُسمع منظمات المجتمع المدني تصرخ لكن لا يُستجاب الشعب منهوب والناهب يفضح نفسه بنفسه عبر شاشات التلفاز ومنصات التواصل وهو يتباهى بما سرق ويعرض ما نهب وكأن المال العام أصبح ملكا خاصا يُستخدم في السباق نحو الولاية الثانية
القرارات تُفصل على المقاس الاستثناءات تُمنح للمقربين القوانين تُخرق جهارا المخالفات تُرتكب بلا خوف ولا خجل البنوگ منهوبة المصارف مستباحة الضرائب والرسوم والغرامات تتحول إلى وقود لحملات انتخابية لا تخدم إلا أصحاب النفوذ والسلطة
من اين لك هذا يا محمد شياع سؤال يطرحه الشعب ولا يجد له جوابا لأن الجهات المعنية لا تسأل ولا تحاسب ولا تراقب بل تبارك وتشارك وتغطي على الفساد الذي أصبح منظومة متكاملة تحمي نفسها بنفسها
المال المسروق يقتحم الانتخابات الأحزاب الحاكمة تستغل المناصب القيادية لتوجيه الموارد نحو مصالحها الخاصة والتنازلات تُقدم للدول الأجنبية مقابل دعم سياسي يضمن البقاء في السلطة ولو على حساب العراق وسيادته وكرامته
ما يحدث ليس مجرد تجاوزات بل هو هدم ممنهج لما تبقى من الدولة تفريط بما فوق الأرض وما تحتها بيع للقرار الوطني مقابل كرسي الولاية الثانية التي أصبحت هدفا يعلو على الوطن وعلى الشعب وعلى كل القيم والمبادئ
إن لم يتحرك الشعب وإن لم تنتفض المؤسسات وإن لم يُكسر حاجز الصمت فإن العراق مقبل على مرحلة أكثر ظلمة وأكثر نهبا وأكثر خضوعا لسلطة المال والنفوذ والولاء للخارج لا للوطن .