اجتماع الاسكا بوابة الحياد الروسي وقيامة التهجير الفلسطيني باتجاه مصر ..



سعيد البدري 

يعد  ملف تهجير الفلسطينيين واحدا من الملفات التي ستطرح على طاولة الاجتماع الروسي- الامريكي بحسب تسريبات وحقيقة الامر ان اختيار ترامب ان يكون الاجتماع بعيداً عن اوربا والشرق له دلالاته ،فبوتين قبل بالثمن الامريكي وقد تخلى كليا عن تحالفاته مع الايرانيين ومن دعمتهم روسيا في المنطقة ومن بينهم مصر، السبب ان تشخيص الروس يذهب باتجاه ان يتقدم بوتين بضع خطوات باتجاه الحل ،فجيشه  لم يعد قادرا على خوض حرب استنزاف طويلة قد تمتد طويلا وتنهي مقاومته  ،لاهو ولا الاوربيين الذين يجري تجييشهم لمهمة اكثر حساسية فهم يظنون انهم  سيجنون المزيد من الامتيازات في الشرق الاوسط الغني عبر دعمهم للكيان اللقيط ..


في احد القواعد العسكرية بعيدا هناك في  الاسكا يعقد اجتماع هام ،ومن المعلوم فأن المفاوضات المباشرة بين الزعماء وما يرتبط   بتسيير  السياسة الدولية، لايوجد مجال لتحكيم  العواطف وتمرير  الشعارات، لان الدول العظمى لا تعطي شيئًا دون مقابل، وهي تبيع وتشتري المواقف وفقًا لمعادلة استمرار تفوقها وقوتها ومصالحها ، ما يدل على هذه النزعة المصلحية هو ما حدث قبيل الحرب الـعدوانية الصهيو - امريكية على ايران ،وقتها أجرى  بوتين مكالمة هاتفية مع ترامب والتي تضمنت  وفق بعض التسريبات تفاهمات حول وقوف موسكو على الحياد وعدم  دعم إيران عسكريا في أي مواجهة مع الامريكيين والصهاينة ، وقيل وقتها ان المقابل هو منح روسيا مساحة تفاوضية أكبر  في الملف الأوكراني ،لتدخل اميركا الحرب وهي ضامنة لحياد روسيا بشكل تام .

وبعد كل ما جرى فأن اجتماع بوتين وترامب في ألاسكا سيكون له تداعيات كبيرة واعادة لضبط ايقاع المتغيرات في منطقة الشرق الاوسط ،التي ترى اميركا انها  تبدو مهيئة تماما لتغييرات جذرية ترتبط بملف صراع  دول وقوى الشرق الاوسط مع الصهاينة الذين ينفذون مهمة تمثيل اميركا ومعسكرها في المنطقة . 

في الجانب الاخر من الكرة الارضية، يطرح المصريون سؤالا جوهريا مقلقا ،فهم يرون في اعلان نتنياهو عن مشروعه التوراتي تهديدا،ووعيدا هم غير قادرين على صده طويلا بفعل تعقيدات الدعم اللوجستي والامداد والدعم السياسي الذي سيتلقونه اذا ما دخلوا حربا مع نتنياهو ، وتصر بعض دوائر القرار في القاهرة ،ان الشراكة مع روسيا قد وصلت لمرحلة الاختبار الجدي ويرجحون ان الروس سيقفون موقف المتفرج  على القاهرة إذا ما شن جيش الاحتلال الصهيوني هجومًا على الحدود المصرية، هدفه فتح الحدود واطلاق موجات التهجير باتجاه سيناء والاراضي المصرية !!

سؤال اخر يطرحه البعض عن طبيعة ما سيجني بوتين مقابل هذا السكوت والفرجة الروسية !؟؟ والجواب هو المزيد من المكاسب في اوكرانيا وربما اعادة رسم ستراتيجية التعاون الاقتصادي الروسي - الاوربي بتشجيع ودعم امريكي مباشر ،وهنا ينبغي ان يفهم الجميع ان الحرب ليست نزهة وان الحليف الموثوق والقادر هو الضمانة الاهم للصمود ومواصلة المواجهة للوقوف بوجه الطامعين والاعداء وردع اي محاولة للتوسع والاستيلاء ..

إرسال تعليق

أحدث أقدم