حوار اجراه وكتبه /
فراس الحمداني .
في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة والتحديات التي تواجه العراق على الساحة الدولية برزت أهمية الدور البرلماني في إدارة الملفات الخارجية إلى جانب الدور التقليدي لوزارة الخارجية حيث بات مجلس النواب من خلال لجانه المختصة وخاصة لجنة العلاقات الخارجية لاعبا رئيسيا في صياغة السياسات الدبلوماسية للعراق وإبرام الاتفاقيات الدولية ومتابعة المصالح الوطنية خارج حدود البلاد ..
النائبة ديلان غفور رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي واحدة من الوجوه البرلمانية التي تسعى لإعادة صياغة صورة العراق على الصعيد الخارجي من خلال العمل الدؤوب على عدة محاور تشمل التشريع والرقابة والدبلوماسية البرلمانية وقد كان لنا معها هذا الحوار المطول الذي تناول العديد من الملفات الحساسة والإنجازات والتحديات ..
* بداية" .. ما هي المحاور الأساسية التي تقوم عليها أعمال لجنة العلاقات الخارجية ؟
– اللجنة تعمل على ثلاثة محاور مترابطة المحور الأول هو محور التشريعات القانونية التي تهدف إلى تطوير الإطار القانوني المنظم للعلاقات الدولية بما ينسجم مع الدستور ويحمي مصالح العراق والمحور الثاني هو المحور الرقابي الذي نتابع فيه أداء وزارة الخارجية والبعثات العراقية في الخارج للتأكد من تنفيذ السياسات المرسومة والمحور الثالث هو محور الدبلوماسية البرلمانية وهو نشاط يقوم على التواصل المباشر مع برلمانات العالم وتبادل الخبرات وإقامة شراكات استراتيجية بما يسهم في تعزيز مكانة العراق.
* هناك من يرى أن البرلمان بات يمتلك صلاحيات خارجية لم تكن له سابقا كيف تصفين هذا التحول ؟
– بالفعل اليوم يمتلك البرلمان أدوارا كانت في السابق مقتصرة على وزارة الخارجية وهذه الصلاحيات منحتنا مساحة أوسع للتأثير في الملفات الدولية وقد سعينا لاستخدام هذه المساحة لخدمة قضايا العراق الجوهرية والتفاوض على اتفاقيات تعود بالنفع على اقتصادنا وأمننا.
* ما هي أبرز الاتفاقيات الدولية التي أبرمها العراق بعد عام 2003 ؟
– بعد ذلك العام بدأ العراق مشروعا لإعادة بناء موقعه على الخارطة الدولية وتمكنا من إبرام أكثر من خمس وثلاثين اتفاقية دولية تغطي مجالات متعددة منها النقل الجوي وحماية الاستثمارات وتجنب الازدواج الضريبي بالإضافة إلى اتفاقيات تعاون علمي وثقافي وهي اتفاقيات فتحت أبوابا جديدة للتعاون مع دول كبرى وشجعت على تدفق الاستثمارات.
* كيف تتعاملون مع ملف العلاقات مع تركيا في ظل وجود ملفات حساسة مثل المياه وحزب العمال الكردستاني ؟
– أجرينا العديد من اللقاءات الثنائية مع الجانب التركي وتم بحث الاتفاقيات المشتركة وملف المياه وكذلك اتفاقيات السلام مع حزب العمال الكردستاني حرصنا على أن تكون هذه الحوارات قائمة على مبدأ المصالح المشتركة وقدمنا مبادرات لإنشاء لجنة برلمانية مشتركة بين العراق والاتحاد الأوروبي الأمر الذي ينعكس إيجابا على مستوى التفاهم الإقليمي.
* هل ترين أن صورة العراق لدى العالم قد تغيرت في السنوات الأخيرة ؟
– نعم لقد شهدنا تحولا إيجابيا في نظرة العالم إلى العراق خاصة لدى الوفود الأوروبية التي تزورنا فقد لاحظنا أن العراق بات ينظر إليه على أنه بلد يمتلك فرصا استثمارية واعدة وأن البيئة الاستثمارية فيه في تحسن مستمر وهذا ما شجع شركات كبرى على التنافس للدخول إلى السوق العراقية.
* هناك من يتحدث عن نقص في عدد السفراء والبعثات الدبلوماسية ما تعليقك ؟
– هذا النقص موجود وهو يؤثر على حضور العراق الخارجي والسبب في ذلك أن هذا الملف يخضع أحيانا لحسابات سياسية وقد تم التصويت على هذا الملف في مجلس الوزراء ونحن بانتظار وصول الأسماء إلى البرلمان للمصادقة عليها مما سيعزز قدرات العراق في التمثيل الدبلوماسي.
* ماذا عن ملف البعثات العلمية ودوره في تعزيز العلاقات الدولية ؟
– ملف البعثات العلمية نشط ولدينا مقاعد مخصصة أيضا لإقليم كردستان ونحرص على أن تكون هذه البعثات موجهة نحو التخصصات التي يحتاجها العراق وهو ما يخلق جسورا للتعاون الأكاديمي والبحثي مع دول العالم
* بصفتك ممثلة عن محافظة كركوك كيف تتعاملين مع ملف الأراضي في المناطق المتنازع عليها ؟
– هذا الملف يعد من أكثر الملفات حساسية وهو يرتبط مباشرة بحقوق المواطنين في تلك المناطق وقد عملت على متابعته بشكل مستمر مع الجهات المعنية ونواصل الضغط لإيجاد حلول عادلة تحفظ استقرار المنطقة وتمنع أي توترات مستقبلية.
ومن خلال هذا الحوار يتضح أن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي تمثل اليوم ذراعا مكملا ومؤثرا للسياسة الخارجية الرسمية للعراق فهي لا تكتفي بالتشريعات والرقابة وإنما تمارس دورا متناميا في الدبلوماسية البرلمانية بما يتيح للعراق أن يكون حاضرا بقوة في المحافل الدولية ويتضح لنا أن جهود لجنة العلاقات الخارجية تتركز على إعادة بناء صورة العراق وتحسين بيئته الاستثمارية ومعالجة النقص في تمثيله الدبلوماسي الخارجي إضافة إلى متابعة القضايا الوطنية الحساسة مثل ملف الأراضي في المناطق المتنازع عليها وهو ما يجعل هذه اللجنة إحدى أهم ركائز السياسة العراقية الحديثة .