كتب: حسنين تحسين
" النهايات تُنذر بصيغة البدايات الجديدة" كل الارض كانت تعرف انه بعد نكسة حزيران 1967 ستكون هناك حرب جديدة بين العرب و اسرائيل و ذلك لان الواقع المتغير المفروض سيُشعر احدهم بالضيق، و فعلاً حدثت حرب اكتوبر 1973 كنتيجة لذلك.
حرب الاثني عشر يوم بين اسرائيل و ايران لن تكون المنازلة الأخيرة لان كلا الطرفين يشعرون انه كان لديه كلام يجب قوله و لكن الصدمة و قصر الوقت لم يُسعف لقوله، فكلا الطرفين يريد تغيير ديموغرافي يجعله عنوان الانتصار و دلالة تاريخية على نصره بهذه الصراع الأزلي يتشدق فيه في كتب التاريخ. فنحن امام أمتين تاريخيًا لا تعترفان بأي هزيمة ابدًا حتى لو اقرها جميع العالم، فهم يتحاربوا بالعناد و يعشوا بالعناد و يفعلوا اي شيء بالعناد!!!
تحدث الان دلالة كبيرة على ان هناك امر يُدبر بليل حالك و نهار شديد الحرارة. فالإلحاح الغريب على نزع سلاح حز…ب الله، و المبالغة الاسرائيلية بموضوع افراغ غزة ، إضافة إلى الدعوة الامريكية الصريحة لانهاء ملف الحشد الشعبي بالعراق و كلها بوقت واحد و بإلحاح سريع، لو أعدتها لعقدة الاصل لوجدت ان كل الأطراف هم بقايا محور المقاومة!
ذاك يدل على ان اسرائيل تريد امرين مهمين: الاول منازلة قريبة مع ايران طالما هي منهكة و محاصرة و رفضها لشروط ترامب حتى الان بالقبول بمعطيات الواقع الجديدة بعد قصف المنشأت النووية، و ذلك بعودتها للونها الدبلوماسي باللعب على الوقت و هو ما يُغيض ترامب، و الثاني و هو المهم ان اسرائيل تريد تغيير ديموغرافي على الارض فعليًا من حربها القادمة لهذا تريد من بقايا المحور بلا سلاح حتى لا يُعيق ذلك السلاح و التواجد المسلح توسعها ديموغرافيًا.
وفق هذه الإسقاطات لا يؤخر الحرب الآن إلا حسم امر حلفاء المحور و سلاحهم و هو مبدأ عسكري و قرار فني بحت. و الحقيقة مجرد الوصول لهذه المرحلة و الخوض بالحسابات العسكرية و مناقشة أمور فنية فهذا يعني ان القرار السياسي بالحرب كان قد اتُخذ مسبقًا و إلان بمرحلة تنفيذ خطة التمهيد، التي تتلخص بالتخلص من قوة حلفاء ايران.