كتب / جعفر العلوجي
لم تكن أربعينية الإمام الحسين عليه السلام مجرد حدث ديني أو مناسبة تاريخية بل هي رسالة إنسانية عالمية متجددة تؤكد أن الولاء الحقيقي ينبع من المظلومية وأن صوت الحق لا يخفت مهما طال الزمن .
هذا الحشد المليوني الذي يتوجه نحو كربلاء من مختلف بقاع الأرض يعكس إصرار الملايين على إحياء ذكرى أبي الأحرار ليس بوصفها طقسًا شعائريًا فحسب بل باعتبارها موقفًا ثابتًا في مواجهة الظلم والطغيان .
إن المشهد المهيب لمسيرة الأربعين يترجم معاني الفداء والتضحية التي قدّمها الحسين وأهل بيته وأصحابه ويرسل للعالم أجمع أن الدم الزكي الذي أريق في كربلاء هو منبع كل ولاء وأن هذا الولاء لا يتجزأ عن قيم العدالة والحرية التي نادى بها الحسين عليه السلام .
وفي وقت تتسارع فيه التحولات السياسية والاجتماعية تبقى الأربعينية شاهدًا على أن الشعوب حين تحمل قضية عادلة قادرة على أن تصنع من ذكراها منبرًا لرفع صوت المظلومين وإحياء القيم التي دافعوا عنها ليبقى الحسين حيًا في الضمير الإنساني رمزًا للكرامة والإصلاح .