لاتتأخر في العودة حين تغادر بغداد إنه العراقي من يفعل ذلك، وليس الذكاء الإصطناعي



    هادي جلو مرعي


     إنتقد البعض تصريحا للنائب عالية نصيف التي تحدثت عبر قناة فضائية محلية عن بغداد، والتطور المتسارع الذي تشهده، وحملات الإعمار، وقدمت توصيفا لطيفا حين شبهت مايجري بأنه يشبه الى حد بعيد مايقوم به الذكاء الإصطناعي الذي يظهر الأشياء في صورة من الدقة المتناهية، ويدفع المشاهد ليتخذ سلوكا من الإنبهار وهو يرى الأشياء الجميلة تتكاثر من حوله، ويتمنى أن لايتوقف تكاثرها، بل يزداد بوتيرة أسرع وأبهى.


    ومع إن هناك من ينتقص من مظاهر الإعمار، ويقلل من أهميتها، ويحاول إيجاد العيوب في جسر هنا، وأنبوب ماء هناك، وفي شارع للتو تم رصفه بالإسفلت، وآخر لم يكتمل العمل فيه، فإن الواضح إن حملات الإنتقاص تلك تمثل جزءا من حرب تسقيط تشنها جهات تخفي نفسها وراء عناوين لصفحات وهمية، أو أشخاص منزعجون من شيء ما يحدث لايروق لهم، ويرون إن الواجب يحتم عليهم الإستمرار في الإنتقاص، وبكل طريقة ممكنة.


    قد تأخذنا الخلافات، والتحاسد والتباغض الى مساحات غير مأمونة فنكون جزءا من التهوين الذي يمارس يوميا لكل خطوة يخطوها العراق الى الأمام، ولانريد أن نلتفت الى تطورات هامة تحدث في بلدنا، وكثير منها إيجابي بالمقارنة مع فترات طويلة مرت ونحن نقف في ذات المكان، ولانريد أن نتحرك وكأننا لايعنينا أن يتقدم بلدنا، ولانريد للحكومة أن تعمل لأننا جزء من دوامة فشل وإحباط متجذرة وخوف من المجهول، ولكن ماذا عن مؤثرين ومدونين وناشطين عربا وأجانب وصحفيين وفنانين ومقدمي برامج عبروا عن إنبهارهم من التطور الذي تشهده بغداد، وتحولها من مدينة خاملة، الى مدينة عاملة يتسابق فيها الجميع لتحقيق طموحاته، وكانوا سعداء للغاية وهم يصورون أنفسهم وهم في غاية السعادة في العاصمة الأثيرة والجميلة التي هي أجمل من كل جميلة، ولايستطيع الذكاء الإصطناعي تحويل جمالها الى شيء مصطنع لاروح فيه فبغداد سيدة الأرواح..

إرسال تعليق

أحدث أقدم