الصمت المونديالي




كتب / جعفر العلوجي

دخلنا رسميا في أجواء المنافسات المونديالية ، وما يفصلنا عن مباراة منتخبنا المرتقبة مع المنتخب الكوري الجنوبي بات اليوم بحساب الساعات نحو مساء يوم الخميس المقبل ، قيل ما قيل من تحليلات كثيرة وتنظيرات ونصائح وتدخلات ، وفي النهاية فإن الكلمة الفصل ستحل بعد انطلاق صفارة المباراة ، وعندها سيكون لكل مجتهد نصيب من يملك النفس الأطول ويستثمر عناصر القوة لديه ، سيكون بالتأكيد صاحب الحظ الأوفر والاستحقاق في الاستمرار إلى أبعد نقطة ممكنة .

إن كل ما يُقال اليوم هو من أساليب شحن الشارع والبحث عن الشهرة، لأن اللاعبين لا يتفرجون في هذه الساعات عشرات البرامج والآلاف من المواقع والمحطات والوكالات ، وهو الخيار الأفضل لهم ، وهي في الغالب انتشرت لإلهاء الجمهور .

بمعنى أصح أننا في صمت مونديالي تام من داخل بعثة العراق في البصرة ، ومن يريد أن يفوز قبل المباراة جماهيرياً وعالمياً ، فعليه أن يستثمر شهرته في نصرة بلده ، وبث كل ما هو جميل ويرفع من شأن شعبنا وجمهورنا وسمعة بلدنا ، وليس العكس وهذا الحديث لا يخص الجمهور والمواقع الجماهيرية على التواصل الاجتماعي فقط ، بل للمسؤولين أيضاً والإعلام الرياضي، الذي يجب عليه أن يستثمر تسليط الأضواء على العراق بسبب أهمية المباراة ، وكذلك لكون الاستثمار في الرياضة اليوم هو الأنجح والأكثر تأثيراً وفوزاً ، وما أن تنتهي المباراة حتى ينتهي معها كل شيء ، ولا بد لأحد الفريقين فيها أن يكون الرابح الأكثر .

وللحق، وما يجب أن نشيد به ، هو ذلك التعاضد الرائع للإخوة في البصرة من إعلاميين وجمهور ومتطوعين ، الذين أخذوا على عاتقهم التكفل بنجاح توافد الجماهير مبكراً ، وتقديم خدمات جليلة تعكس حالة مثالية من الحرص والتفاني ، تصب في مصلحة بلدنا ، وتقدّم بالمجان درساً رائعاً عن الإيثار والعمل بصمت ألف تحية لهم ولكل ما يقدمون .

أيها الأبطال ، أنتم اليوم لا تمثلون أنفسكم فقط ، بل أنتم صدى نبضات شعب كامل يحلم بالفرح والانتصار ، لا تجعلوا شيئاً يشغلكم عن هذا الهدف ، فالعالم كله سيسمع عنّا من خلالكم ، اجعلوا المستطيل الأخضر ساحةً للتاريخ ، لا مجرد مباراة قاتلوا بشرف ، واستمتعوا بالتحدي ، فأنتم لستم وحدكم … خلفكم وطنٌ بأكمله يصفق ، يدعو وينتظر .


همسة ...

الاستماع إلى النغمات النشاز من خارج الحدود وترويجها في الداخل قمة الخطأ ، لأنها بلا قيمة تُذكر في موطنها ، فلماذا نُسهم في الترويج لبضاعة فاسدة؟

إرسال تعليق

أحدث أقدم