غيث العبيدي
▪️ طائفية محلية مرتبطة بنشاط طائفي إقليمي.
بأسم الدين والوطن وحقوق الأنسان، وبشكل يتقاطع مع النقد الواقعي والتحليل الطبي والتحقيق القضائي، أنتشرت قضية الدكتورة بان على مواقع التواصل الإجتماعي، أشهر من نار على علم، وأشعل الأعلام الاصفر قضيتها على رؤوس الجبال، وحولوها دعاة الحريات المزيفة، وجماعات النظم الغربية، على انها ”قضية وطن“ أدركت المحلية من جنوب العراق لشماله، وهي حالياً في طور التدويل، وإن النظام السياسي والقضائي والطبي السبب الرئيسي لما حصل لها ولنسويات أخريات. وبحسب الأعلام الاصفر والمراقبين والمهتمين بالقضية، تعمدت السلطات في العراق إخفاء الحقيقة المتعلقة بالحادثة، وحقائق أخرى كثيرة تتشابه معها، حصلت في فترات زمنية مختلفة من عمر هذا النظام، لأشغال المجتمع عن أهم قضاياه الأساسية كالأمن والحريات والرفاهية الاجتماعية والمطالبة بالتغيير.
▪️ الفكرة الجوهرية من القضية، عودة هرم ماسلو للواجهة في العراق.
القضية برمتها ومارافقها من جعجعة وشوشرة إعلامية مقصودة، الغرض منها صناعة اتجاه عالمي موحد، للتحقيق بمزاعم نشطاء السفارات، والتركيز على فقدان الأمن الفردي والاجتماعي في العراق، ولايمكن إشباع الحاجات الأساسية حسب أولوياتها للإنسان في عموم البلاد، مثل الأمان والانتماء والتقدير والمشاركة والحريات الفردية والجماعية والعدل وتحقيق الذات والمطالب السياسية، الا بتغيير النظام السياسي أو دعم المطالبين به على أقل التقديرات، على أعتبار أنه يمثل عامل خطر حقيقي على بعض شركاء الوطن، لكونه لم يوفر لهم سوى مستوى البقاء على قيد الحياة، وتهيئة ظروف سياسية وإجتماعية جديدة لا تشكل خطر عليهم.
▪️ توقيت القضية.
توقيت القضية وصناعتها بهذا الشكل لم يكن أعتباطي، فقد تزامنت مع تغيرات مهمة حصلت في عموم المنطقة في سوريا ولبنان، وأنسحاب الجيش الأمريكي الفعلي وغير المطمئن من قاعدة عين الأسد في الانبار، ودعوات حل الحشد الشعبي، والانتخابات وأجراءات المفوضية الأشد صرامه في أستبعاد العديد من الشخصيات والكيانات الحزبية، والتحالفات السياسية، منذ تأسيس النظام السياسي الحالي، وأزمة الكهرباء والمياه، والضغوطات المحلية والدولية الأخرى على العراق، وهذا يعني بأنها ليست مجرد قضية مؤقته يمكن حلها أو نسيانها تدريجياً، فقد تتحول بالمسة ناعمة غربية لأداة فوضوية أو ”لمهسا أميني“ العراق.