من بشير الجميل إلى اليوم، التهور نفسه والمصير ذاته




كتب: حسنين تحسين 


لبنان المرهق جدًا بين خياريين احلاهما مر، يُعيد للأذهان اجتياح بيروت 1982 و الجنوب 1978. ابتلي لبنان بوجود منظمة التحرير الفلسطينية فيه و اتخذته قاعدة لادارة الهجمات ضد اسرائيل فكانت الحجة الاسرائليه لاجتياحه ذلك الوقت. و كذلك كانت منظمة التحرير عندما تتنفذ بدولة تتدخل بقرارتها و تسعى للسيطرة كما فعلوا بالأردن عام 1969 ( تزايد النفوذ و وضوحه)  حتى طردهم الجيش الأردني من هناك فاستخدموا جنوب لبنان مستفيدين من ضعف و شعب الجنوب حينها الذي كان بلا قدرة لابعاد اي خطر عنه.

فاصطدموا هناك بكراهية مسيحي لبنان للغرباء، حيث يرى كثير من مسيحي لبنان انهم وجهًا للثقافة الفرانكفونية في الشرق الأوسط و اقرب لفرنسا من العمق العربي المسلم. خاصة و ان السلطات المسيحية ( حزب الكتائب- ال جميل)  كانت تخشى التغيير الديموغرافي لصالح المسلمين، مما يؤثر على  توزيع خارطة الحكم الطائفي بلبنان.


المشكلة ان منظمة التحرير تتمادى دائمًا على صاحب الارض بصورة فيها استغلال الموقف عند التمكن قليلًا كما ذكرنا آنفًا بأحداث أيلول الأسود عام 1970 التي سعوا بها للسيطرة على الحكم بالأردن بعد ان احتواهم!! فعرضت منظمة التحرير جنوب لبنان ذات الغالبية الفقيرة و المهملة من قبل سلطة النفوذ المسيحي بالدولة إلى خطر كبير فحدث اجتياح إسرائيلي لجنوب الليطاني عام 1978 و اشتد ذلك باجتياح بيروت عام 1982 بحادثة كانت مؤلمة و جرح كبير للعرب.

الكارثة ان إسرائيل اجتاحت لبنان بمساندة و رغبة من قيادة المسحيين انذاك ( حزب الكتائب) و ذراعها المسلح المعروف بالقوات اللبنانية و التي زعيمها بشير الجميل انذاك الذي اصبح رئيس للبنان!!

هذا الانسان استدعى اسرائيل لاحتلال بلاده و قتل شعبه و كان سبب رئيسي بمذابح صبرا و شاتيلا.

اليوم جاء للبنان رئيس متهور جدًا بإرضاء إسرائيل و امريكا متسلحًا برغبة شعبية لبنانية للخلاص بسبب الوضع الاقتصادي الضاغط. و ذلك بالإلحاح على حزب الله بنزع سلاحه بسيناريو يعيد للأذهان تهور بشير الجميل نحو إسرائيل حتى دفع حياته. و حزب الله بخطأ كبير اهمل الجانب الاستخباري مما ادى لاختراقهم بعملية البيجر  التي جعلت الحزب مكشوف بالكامل لإسرائيل و كذلك ارتكب الخطإ الاستراتيجي بدخول الحرب إلى جانب غزة و هو يظن ان إسرائيل ستلتزم بقواعد الاشتباك !!و هذا كله و اللغة الثورية دائمًا جعلته لم يُحسن استخدم سلاحه فدفع لذلك أثمان باهضة أوصلته الان لعنق الدهليز المظلم.


لا يملك لبنان جيش حقيقي للمواجهة و جنوب لبنان بدون سلاح يعني اجتياح اسرائيلي مؤكد، و حزب الله يُدرك ايضًا انه بوضع صعب جدًا و اهله تعبوا من الحصار و التحاذر العالمي منهم، و الواقع و التاريخ يكشف ان تسليم حزب الله لسلاحه يعني نهاية أسطورته بالكامل، و لهذا كل ما يحصل الان بلبنان يُعيد للأذهان لبنان عام 1982.

إرسال تعليق

أحدث أقدم