جعفر العلوجي
يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)
فما أجملها من آية مباركة تدعونا إلى قمّة مكارم الأخلاق في أدب الحديث مع الآخر مهما كان حجم الاختلاف وأن الأخلاق هي العنصر الأهم في تكوين الفرد المثالي والأسرة السليمة والمجتمع الراقي والدولة المتقدمة ولهذا حرص الإسلام أشد الحرص على إعداد المجتمع وتهذيبه فالأخلاق الفاضلة تعصم الأمم من الانحلال وتصون الحضارة والمدنية من الضياع ومن دونها لا تنهض الأمم ولا تقوى .
ويقول سيد البلغاء والمتكلمين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ( لا تسيء اللفظ وإن ضاق عليك الجواب ) وهي جملة تستحق التوقف عندها طويلاً لما تحمله من حكمة عظيمة نحتاجها في واقعنا اليوم .
لقد سقتُ هذه المقدمة الأخلاقية الإنسانية وأنا أرى واقع مجالسنا الرياضية وقد فقدت أدب الحديث والمجادلة مع تفشّي ظاهرة العنف اللفظي والتصيد للآخر في أدق التفاصيل الخلافية سواء كان الحديث في لقاء متلفز أو مجلس رياضي أو حتى مؤتمر انتخابي وقد استقبلنا الكثير من النقد الجماهيري الذي لاحقنا أينما كنا نتيجة هذا التناحر والحوار الخارج عن المألوف بين زملاء المهنة على الهواء مباشرة وصولاً إلى تبادل كلمات غير مقبولة بين نجوم الرياضة وزملاء الأمس هذه التقاطعات أفضت إلى غياب ثقافة وأدب الحوار واحترام الرأي الآخر مهما كان وهي لبّ المشكلة التي نعيشها اليوم والتي انعكست سلبًا على المجتمع والجمهور .
إن الرياضة والإعلام الرياضي واجهات حضارية متقدمة لفنون راقية وتعامل جميل وشفاف ولم تكن يومًا ساحة للتناحر لأنها ببساطة ستفقد معناها إلى الأبد أتمنى أن يعي المسؤول الرياضي ذلك وأن يدرك الإعلامي الرياضي أن الطروحات لا تُقدَّم بالصياح والصوت المرتفع والقسم بأغلظ الأيمان واتهام الآخر وصولًا إلى المحاكم والدعاوى
أمنيات أطرحها وآمل أن تجد صداها الإيجابي قريبًا .