علم الفلك والمدارس الفلكية …



الكاتبة الفلكية د.لبنى يوسف

ونطرح هنا الغرض والعنوان والمنفعة والمرتبة وصحة الكتب ومن اي صناعة يعتبر وكم فيه من المدارس والاجزاء وفي اي التعاليم يستعمل … احصى بطليموس جميع القوانين والدستورات التي تلتئم منها هذه العلوم والتي اذا حصلت في ذهن الأنسان اقتدر على ان يخبر في كل وقت بما يكون فيها دون فلك القمر  من الحوادث الطبيعية  وما يتصل بها ، فحص بطليموس دستوريتها ووجدها مختلفةً فجمع كل صنف منها على حدته فحصل له من ذالك اربعة اصناف وجعلها مقالات واعتبرت من اشهر المقالات الاربع لكتبه والتي تُعنى بعلم الفلك الاحكامي … وكان علم الفلك قديماً واحد حتى انقسم الى قسمين في القرن السابع عشر … حتى اصبح قسمين علم الفلك التعليمي وعلم الفلك الاحكامي … علم الفلك الاحكامي والاستوائي الذي يعني بحركة الشمس ودلالات احكام وجود الكواكب في البيوت والبروج والمنازل الفلكية … وكانت هنالك  ثلاث مدارس البابلية واليونانية لبطليموس والعربية للبيروني والغربية لبوناتي … وتشترك وتتشابه بالاحكامات مع زيادة او نقصان فيها حسب الفلسفة والوضوح وبرع العرب عن غيرهم في هذه العلوم ولقوة العبقرية والفلسفة والتعمق والحسابات الرياضية التي يتبعها هذا العلم اما الفلك الهندي فهو يتبع كتبهم المقدسة وكتابهم الفيدا وتقويمهم الهندوسي الخاص بهم ويختلف عن بقية المدارس حيث انه يعاقد بالنجوم اكثر من الكواكب وله اختلافات كثيرة عن بقية المدارس وذالك لمزج تقاليدهم الدينية وطقوسهم في هذا العلم … اما الصنف الاول من هذا العلم فجمع القوانين المشتركة في جميع اجزاء الصناعة … 

واما الصنف الثاني : فجمع فيه القوانين التي يُستخرج  بها  الحوادث العظام ،ويأتي علم الفلك الاحكامي بعد التعليمي وقد اخذ بطليموس شرح كل منهم على حده ، ومن بين الكتب المهمة التي شرحت احكامات الكواكب هي كتاب المجسطي حيث شرح وجود الشمس وعبورها والاستدلال بها للفصول وكذالك المد والجزر للقمر عندما يكون في طريقة بزيادة النور غير عنما في نقصانه وقد قدمت دراسات امريكية تخص اكتمال القمر وزيادة العنف والجرائم في تلك الفترة التي تقترن بليالي اكتمال القمر ومالها من تأثير على مشاعر الاشخاص ورغباتهم واندفاعهم … وذالك لقرب القمر من الأرض فتكون تأثيراته واضحة ومنها زيادة مياة الانهار ونقصانها مع نقصان ضوئه ، علم الفلك مبني على اساس الرياضيات والدلالة والتحليل وقياس الدرجات وخطوط الاستواء والمرور والعبور للكواكب فيه ، وبعض التسميات العلمية والتي تكون للوجه والحد والوهج والهبوط ، ورصد الكواكب هنا يأتي من قياس الدرجة ورصد العبور ورصد المنزلة والتسيير ولايعني الرصد بالمعنى الذي حُرف هذه الايام من اجل المتجارة في هدا العلم الرفيع وعلم الفلك بعيد عن الغيبيات ويستند للتحليل والدلالة … اطلعنا على كتب العلماء الاوليين ولم نجد بما يسمى البوابات الطاقية للكواكب لامن بعيد ولاقريب ولا بالمدارس الغربية او العربية ، فكل هذه المسميات ليست لها علاقة بعلم الفلك ولاتوجد بوابات فلكية …  او بوابات تخص الكواكب توجد تقييدات انتحاس تراجع وضعف وقوة ووهج ودرجة شرف للكوكب وبيت حاكم البرج وكل دلالات هذا العلم واضحة وسنتناول اهمية الاحجار الكريمة المرتبطة بكل كوكب وكل بيت من البيوت الفلكية والبروج في سلسلة مقالاتنا القادمة … وسنتناول كيف برع العلماء بالطب والهندسة والرياضيات وغيرها من العلوم واستشهدوا بعلم الفلك في كتبهم تلك ومنهم العالم الكبير ابن سينا والذي تطرق لعلم الفلك الكبير في كتابه علم المنطق والطبيعيات ومن ثم الهندسة والحساب ولعلم الرقم والحرف شأن كبير اخر فنحن نحرص على اعادة نشر علومنا الاصلية لتكون قدوة ومسعى للعلوم للصحيحة ونبذ وطرد كُل ما يُنسب له من خارج منظومة هذا العلم الحقيقي الكبير وفي ظل ضوضاء السوشل ميديا التي لاتخضع لضوابط وسيطرة ونتمنى ان يكون فيها ضوابط بالقريب العاجل وخصوصاً لمدعين هذا العلم دون اسناد او شهادات او مدارس ينتمون لها واصبح الباطل يفرق الحق والكذب يفوق الصدق وللأسف صاحب الحاجة احساناً لايُدرك حجم الضرر للذي يقع به عندما يطبق ويسمع للجهل في زمنٍ نحاول ان نعيد ونسلط الضوء فيه على العلوم الحقيقية ونرفع من شأنها …. فصول علم الفلك واقسامه عديدة وقيمة وذات اهمية كبيرة عندما تدرس هذا العلم سوف تتمسك بقلمك وورقتك وستكون اول المعجبين بسحر السماء فعمق السماء اكبر من عمق البحار والمحيطات واسرارها وكواكبها وسدُمها ونجومها تفوق اسرار البحار … كانت معكم في القلم الفلكي 


إرسال تعليق

أحدث أقدم