عتاب بغدادي
في المجتمعات التي تتداعى فيها العدالة، يُصبح الأطفال أول من يدفع الثمن، والثمن هنا باهظ: الطفولة المسلوبة، والأمومة المجروحة، والذكريات التي تتحول إلى أدوات انتقام.
في العراق، بعد الطلاق، قلّما يُنظر إلى مصلحة الطفل كأولوية. بل في كثير من الحالات، يُستخدم الأطفال كورقة مساومة في معركة لم يختاروها، بين أبوين أحدهما مجروح، والآخر يتحول إلى أداة قمع، غالبًا باسم القانون.
العديد من الآباء العراقيين، بعد الطلاق، لا يرون في الأبوة مسؤولية، بل سلاحًا. يُقايضون الأم على رؤية أطفالها، يُحرمونها من ضناها، ويملؤون عقول الأطفال بالكراهية والتحريض. كل ذلك لا لشيء، سوى رغبة في الانتقام. أما القانون، فيقف متفرجًا، أو أسوأ: شريكًا في الجريمة.
القانون العراقي لا يُنصف الأم، بل في كثير من الأحيان، ينتزع منها أبناءها بدم بارد، وكأنها لم تكن تلك التي حملت، ووضعت، وسهرت، وخافت، وضحّت، وربّت. القانون لا يسأل من حضن الطفل حين مرض، أو من سهر الليالي في البرد والحر. لا يعترف بالدمع الخائف على خد أم، ولا بلهفة الاشتياق حين يُمنع عنها لقاء صغيرها.
في هذا المشهد، يغيب الضمير، وتحضر ثقافة الذكورية القمعية، تلك التي ترى في المرأة مِلكًا منتهي الصلاحية بعد الطلاق، وتراها غير جديرة بأمومتها إذا رفضت أن تكون ذليلة. أما الطفل، فيُختطف معنويًا، يُربّى على كراهية أمه، على أنه أداة في يد أب بلا رحمة، وعائلة لا تعرف للإنسانية طريقًا.
نحن بحاجة إلى إعادة النظر، لا فقط في قوانين الأحوال الشخصية، بل في عمق الوعي الاجتماعي الذي يسمح بتحويل الأطفال إلى رهائن، والأمهات إلى متهمات. هذه ليست حضارة، بل غابة، لا تحكمها سوى شريعة القوة.
أي حضارة هذه التي تسلب أماً فلذة كبدها؟
وأي عدل ذاك الذي يجعل من القانون خادماً للانتقام لا حاميًا للبراءة؟
آن الأوان لصوت الأمهات أن يُسمع، وللأطفال أن يُنقذوا من مستنقع صراعات الكبار.
العراق، إن كنتِ أماً مطلّقة، فعليكِ أن تتقني ثلاث مهارات لتنجو:
التمثيل كي تبكي دون صوت،
السحر كي تري أطفالك في المنام فقط،
والملاكمة النفسية كي تتلقي الضربات من القانون وأهل طليقك بابتسامة.
أما القانون؟
فهو مشغول... يعيد قراءة دفاتر العشيرة، لا قوانين حقوق الإنسان.
وفي هذا البلد، يُقال إن الجمل ما يشوف عوجة رقبته، لكن الأب العراقي المطلق يرى عوجة كل شيء... إلا قلبه.
إذا ما تم سحب الحضانة من هذه المقالة أيضًا.
عمت عين العشيره وعمت عين القانون العراقي الي لازمين الدين والشريعه من ذيلها ..وكيف سنرى اجيال ممسوخه سوف تكون..
وكيف ستكون شريحه مجتمع كلها عقد نفسيه لان الذاكره بالصغر كالنقش بالحجر .وتعكس في ا لتعامل بالمجتمع .عود نظام ديمقراطي وديمقراطيه.