الزواج العرفي بين المجلس الانتقالي وإسرائيل زيد المحبشي

 



أينما حلّت الإمارات، وُجدت إسرائيل، ووُجد الخراب والدمار، واحدةً من الحقائق المرة التي لم يعد بمقدور أحدٍ حجبها، بالنظر إلى الخراب الذي أحدثته دويلة الإمارات في المشرق العربي، خلال العقد الأخير، رغم حداثتها، ولا عجب، فصنيعة الإنجليز في مهمة...، لتهيئة المنطقة لشقيقتها الكبرى "إسرائيل"، وفتح كل الأبواب المغلقة أمامها بلا كوابح ولا ضوابط.اليمن إحدى البلدان المكتوية بنيران أحفاد الإنجليز، 6 سنوات من العدوان العبري البربري، مارست الحفيدة الصغرى المسماة بـ"الإمارات" خلالها كل أنواع... في مهد العروبة، ولم تكتفِ بشهوة القتل والخراب، بل وعملت بلا كلل ولا ملل على استحضار لعنة "سايكس بيكو" وإعادة تقسيم المقسم، فأنشأت في مايو 2017 ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، ودفعت به في أبريل 2020 إلى إعلان استقلال جنوب اليمن ذاتياً، ونفخت فيه أحلام الدولة المستقلة في حدود 1989، وزينت له تطبيع العلاقة مع الكيان الصهيوني، بعد أن مكّنت الصهاينة من كل مفاتيح التحكم باليمن، ورتبت سلسلة من لقاءات العشق المحرمة بين المجلس والصهاينة.

الاهتمام الإماراتي المتعاظم لتأسيس دولة صغيرة تابعة لها في اليمن، يصب في طابعه العام في اتجاهين:

1 - جعل هذه الدولة رأس سهم صغير وفعّال، يمكن من خلاله التحكم فيما يحدث على الممرات الملاحية، ولتكون جسر جيوسياسي، يضاف إلى صفوف مواقع الإمارات الاستيطانية في القرن الأفريقي وباب المندب، بحسب الباحثة في معهد التفكير الإقليمي "عنبال نسيم لوفتون" في حديث مع مركز سوث24 للأخبار والدراسات بتاريخ 6 سبتمبر 2020.

2 - تمكين الصهاينة من اليمن بصورة عامة وجنوب اليمن بصورة خاصة، والإسرائيليون بطبيعة الحال وفقاً للمحلل السياسي اللبناني "محمود علوش": "مُهتمون بما يجري في جنوب اليمن لعدّة اعتبارات، أهمها الموقع الجغرافي الحساس لهذه المنطقة، لكونها تُطل على البحر الأحمر، ووجودهم هناك أمرٌ مهم، سواء كان هذا الوجود مُعلناً أم لا".

وهناك توجهاً على ما يبدو داخل المجلس الانتقالي الجنوبي للانفتاح على إسرائيل: "بعض قادة الانفصال يطمحون إلى الحصول على مساعدة إسرائيل في تحقيق حلم الانفصال، ويعتقدون أن مثل هذه العلاقة قد تُساعدهم في دفع صانع القرار في واشنطن والعواصم الغربية إلى دعم مشروعهم".

"لقد سبق أن أبدى الإسرائيليون دعمهم لمشروع استقلال كردستان العراق، وبالطبع لن يُعارضوا انفصال جنوب اليمن عن شماله، هذا يتناسق إلى حد كبير مع رؤيتهم للشرق الأوسط الذي يتطلعون إليه".

تعددت مجالات وأوجه التعاون "الإماراتي–الصهيوني" في اليمن، وبرعاية ومباركة غير مسبوقة من البيت الأسود، أملاً في أن يقود ذلك في خاتمة المطاف إلى إلحاق اليمن بقطار التطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني، وتحويل بلاد السعيدة إلى ماخور لهذا الكيان اللقيط.وتحاول الإمارات من وراء التنسيق والتعاون العسكري والاستخباراتي مع الصهاينة في اليمن، كسب رضا أولياء نعمتها في البيت الأسود، من أجل غضهم الطرف على تحركاتها وتمدداتها في منطقة القرن الأفريقي واليمن، في العقد الأخير.في الاتجاه المقابل يعمل الكيان الصهيوني على استغلال عاصفة الإثم من أجل إقامة منشآت استخباراتية وعسكرية في بحر العرب والجزر اليمنية تحديداً، وبصورة خاصة جزيرتي سقطرى وميون/ بريم، ومراقبة جانبي باب المندب وما وراءه.ويتذرع الكيان الصهيوني لتمرير مخططاته في اليمن كالعادة بإيران التي لا وجود لها في اليمن، من ذلك استغلال "نتنياهو" الفرصة أثناء زيارة وزير الخزانة الأميركي "ستيف مانوشين" لفلسطين المحتلة في خريف العام 2020، لإبداء مخاوف كيانه مما أسماه التمدد الإيراني في المنطقة، و"وضع إيران أسلحتها في اليمن، بهدف الوصول إلى إسرائيل".

إرسال تعليق

أحدث أقدم