كن ماهرًا عندما تلعب النرد مع امريكا


كتب : حسنين تحسين

"اوجه كثيرة للعبة تُلعب بحجر النرد، فلا تلعبها بالطريقة نفسها كل مرة" عندما تسمع كلام توم باراك السفير و المبعوث الأمريكي في المنطقة حينما قال ان امريكا لا تثق باحد في الشرق الاوسط و ان دول الخليج ليسوا حلفاء لأمريكا و ان بعد 7 اكتوبر تغير كل شيء ستفهم كيف يفكر !!ستشعر حينها بكثيرٍ من الخيبة و ليس بشيء منها !!

من مهمات السياسة ان تعرف قاعدة انطلاق التعامل، لماذا هذا يعاملني هكذا؟ ماذا يريد؟ إذا هذا الجزء مهم عندي ما هي قاعدة الجمع التي انطلق منها؟ أنا متأكد ان كثير من العرب اما لا يحسبون ذلك او انهم اخطأوا بتوهم الحاجة. اما العراق كارثته السياسية اعمق فهو يرى معاداة امريكا ديدن عقائدي و ليس بنيوي، على الرغم من ان امريكا هي من صنعت نظام العراق الجديد!

الدول القطبية بالعالم لها اسس و قواعد تتحرك خلالها، ما نعتقده مهم لأمريكا، و هو ليس مهم لها يدل على كارثة سياسية عندنا بأننا لا نفهم قاعدة المصالح.

اساس الخطأ عندنا هو الاعتقاد بأن امريكا سياستها ثابتة، سواء كان يحكمها جمهوري او ديمقراطي و هذه طامة كبرى جعلتنا ندفع الثمن الان. مشكلتنا اننا نرى العالم بعين انظمتنا الشمولية و الجامدة و لكن الحقيقة ان العالم مختلف تمامًا. فلو تخلينا عن عنجهية توهم الذكاء بالحكم و فهمنا ان امريكا تتغير سياستها مع كل رئيس بل مع كل وزير لانتهينا من كثير من المعضلات.

فقط لو تأملنا قليلاً فقط بهذا الكلام سنرى اننا لازلنا نتفاعل مع الفواعل على ما نظنه نحن و ليس على ما يردونه. فالثقة بالسياسة الدولية ليست محمودة فهي قائمة على المصالح و المصالح متغيرة و ليس ثابتة، فما يهم امريكا بالمنطقة كأولوية هي مناطق النفوذ و قلبه اسرائيل و العراق و ليس الاولوية للنفط، و لهذا يجب ان نرمي نردنا بطرق متعددة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم