نعمت عباس
يُعدّ النجم الدولي السابق كريم علاوي أحد الأسماء الخالدة في ذاكرة الكرة العراقية، لما قدّمه من لحظات مفصلية أعادت الأمل لجماهير أسود الرافدين في تصفيات كأس العالم 1986. هدفه الجميل في مرمى المنتخب القطري كان نقطة التحول في مسيرة التأهل، قبل أن يكتمل المشوار عبر بصمة عائلية أخرى حين سجل شقيقه هدفًا حاسمًا في مرمى المنتخب السوري في المباراة الأخيرة من التصفيات، التي انتهت بفوز العراق بثلاثة أهداف، شارك في تسجيلها أيضًا كل من خليل وحسين سعيد، إضافة إلى هدف “الدينامو” شاكر محمود. ذلك الانتصار فتح أبواب مونديال المكسيك أمام المنتخب العراقي.
كريم علاوي لم يكن مجرد مدافع تقليدي؛ فقد أتقن اللعب في سبعة مراكز مختلفة وأدى واجباتها بكفاءة عالية، ورغم اعتماده غالبًا في مركز الظهير الأيمن، إلا أنه سجل عددًا وافرًا من الأهداف، في دلالة واضحة على شخصيته المتكاملة وقدرته على الجمع بين الواجبين الدفاعي والهجومي.
في المقابل، يواجه مصطفى سعدون، الظهير الأيمن الحالي للمنتخب العراقي، انتقادات متزايدة تتعلق بعدم الاستفادة من تجارب الأجيال السابقة. فخلال مرحلة حساسة، وتحديدًا تحت قيادة المدرب المثير للجدل كاساس، تحوّل حلم التأهل المباشر إلى كأس العالم إلى خوض الملحق، وهي محطة كلّفت المنتخب الكثير. كما أسهم سعدون في ضياع فرصة التتويج بكأس العرب بعد تسببه بركلة جزاء جاء منها هدف المباراة الوحيد، فضلًا عن إهداره فرصة محققة للتعديل في الوقت القاتل أمام المنتخب الأردني، حين تلقى تمريرة حاسمة من علي جاسم وانفرد بالمرمى. كان أمامه خياران واضحان: تمرير الكرة إلى مهند الذي شغل فراغًا مؤثرًا أمام المرمى، أو التسديد بعقلانية على الزاوية البعيدة عن الحارس المتألق أبو ليلى، نجم اللقاء. إلا أن التسديدة جاءت قريبة، ليبعدها الحارس بقدمه، وتضيع معها فرصة العودة.
وعلى امتداد مشاركاته مع المنتخب، لم يظهر مصطفى سعدون بالمستوى الذي يؤهله ليكون خيارًا أساسيًا ثابتًا؛ إذ لم يتقن الواجبات الدفاعية والهجومية بالصورة المطلوبة. ومن هنا، تبدو مهمة المدرب غراهام أرنولد واضحة في البحث عن البديل الأنسب، خاصة وأن الوقت ما زال متاحًا، وتجربة كأس العرب وفّرت له صورة دقيقة وشاملة عن تفاصيل الفريق واحتياجاته، بوصفه الرجل الأنسب لقيادة هذه المرحلة.
كما تبرز ضرورة إعادة قائد المنتخب وحارسه الأول جلال حسن إلى التشكيلة الأساسية، لما يمتلكه من خبرة وثقل قيادي داخل الملعب. في المقابل، أثبت فهد طالب أهليته للمنافسات، فيما لم يكن أحمد باسل موفقًا في المشاركات التي خاضها، مع التأكيد على أن مباريات الدوري المحلي تختلف كليًا عن متطلبات المباريات الدولية.
(والله يا زمن)… حين كان العراق يمتلك أحد أقوى خطوط الدفاع في المنطقة، بأسماء خالدة مثل: جمولي، عبد كاظم، دقلص، عزيز صاحب، خزعل، مجبل فرطوس، سمير شاكر، الشقيقين كريم وخليل، السيد القائد المثالي راضي شنيشل، ناظم شاكر، عدنان درجال. اليوم، تتفق معظم الأوساط الرياضية على أن خط دفاع أسود الرافدين هو الحلقة الأضعف، وهو ما يستدعي مراجعة شاملة تعيد الاعتبار لإرث الماضي وتبني حاضرًا أكثر صلابة وطموحًا