حيدر محمود.. كفاءة تدريبية عراقية واعدة




 

نعمت عباس

النجم الزورائي السابق ولاعب المنتخبات الوطنية، حيدر محمود، أحد الأسماء البارزة التي تألقت في الملاعب العراقية، وواصل تألقه بعد الاعتزال عبر مسيرته التدريبية التي أثبتت جدارتها في أكثر من محطة.

عرفه الجمهور لاعبًا موهوبًا في صفوف نادي الزوراء ومنتخبنا الوطني، حيث تميز بأدائه القتالي وروحه العالية، وساهم في تحقيق العديد من الإنجازات في المحافل المحلية والدولية. وبعد اعتزاله اللعب، توجه إلى عالم التدريب بخطى واثقة، مستفيدًا من تجربته الثرية وخبراته المتراكمة في الميادين الكروية.

التجربة الأبرز كانت مع نادي الكرمة، حيث أسندت إليه الهيئة الإدارية للفريق مهمة تدريب الفريق الأول، فنجح في رسم ملامح فريق قوي ومنظم، وقدم إعدادًا مثاليًا انعكس على نتائج النادي في دوري الدرجة الأولى. وتمكن حيدر محمود من وضع نادي الكرمة في صدارة الفرق، بفضل حسن اختياراته التكتيكية ودقته في انتقاء التشكيلة القادرة على تنفيذ أفكاره داخل المستطيل الأخضر.

اختياره للجهاز الفني المساعد جاء بعناية أيضًا، حيث استعان بالنجم الدولي السابق همام صالح، أحد لاعبي الزوراء في العصر الذهبي، والذي يمتلك تجارب ناجحة على مستوى الدوري العراقي.

ورغم اعتذاره في منتصف المرحلة الثانية عن إكمال مشواره مع الكرمة لأسباب خاصة، إلا أن البصمة التي تركها كانت واضحة، إذ واصل الفريق مشواره بنجاح حتى تأهل إلى دوري المحترفين، وهو إنجاز يُحسب للمدرب حيدر محمود، الذي هيّأ الأرضية الصلبة لانطلاقة قوية للفريق.

لاحقًا، عمل حيدر محمود مع نادي أربيل، ثم عاد إلى نادي الزوراء، ونجح في تقديم مستويات متميزة مع الفريقين، مما يؤكد تطوره المستمر كمدرب شاب يمتلك الرؤية والقدرة على التأثير.

وفي لقاء إعلامي مميز مع الإعلامي المتألق غزوان شاكر، ضمن برنامجه الحواري، طرح الكابتن حيدر محمود جملة من الأفكار التي تعكس وعيه التدريبي وثقافته الكروية الحديثة، حيث تحدث بصراحة عن واقع الكرة العراقية، مشيرًا إلى أن “الولاء للشعار لم يعد كما كان، بل أصبح العامل المالي هو المحدد في اختيار اللاعبين لأنديتهم”، في إشارة صريحة إلى التغيرات التي طرأت على عقلية اللاعب العراقي في السنوات الأخيرة.

نحن بحاجة إلى مدربين بهذه الكفاءة والوعي لقيادة فرق دوري المحترفين، إلى جانب الأسماء الكبيرة التي نفتخر بوجودها في الساحة، أمثال: راضي شنيشل، قصي منير، باسم قاسم،

رحيم حميد، غني شهد قحطان جثير وحسن كمال وغيرهم من الكفاءات العراقية المشهود لها.

لكن في المقابل، لا نخفي ألمنا حين لا نجد أسماء لامعة أخرى مثل موفق المولى كاظم الربيعي خلف كريم وسمير كاظم وشاكر محمود ، سمير كاظم،عباس عبيد ،تحسين فاضل، عادل عبد المسيح، وهمام صالح، مالك حسن فيوري في دوري المحترفين، رغم ما يمتلكونه من خبرات ومكانة في ذاكرة الكرة العراقية.

أجمل الكلام :تجربة الكابتن حيدر محمود تمثل نموذجًا حيًا لمدرب شاب استطاع أن يثبت حضوره في مشهد التدريب العراقي، ونتطلع لأن يواصل مشواره ويأخذ مكانه المستحق بين كبار المدربين، وأن يكون إضافة فنية حقيقية للمستقبل الكروي في العراق.


إرسال تعليق

أحدث أقدم