مقاطعة التيار الصدري للانتخابات القادمة في العراق... الأسباب، الآثار، الحلول





د. راقية الخزعلي

قال تعالى؛ ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا) ال عمران 103

يعد التيار الصدري أحد أبرز القوى السياسية والشعبية في العراق، وله حضور واسع في الشارع العراقي وداخل المؤسسات التشريعية و التنفيذية. ومع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب العراقي المقبلة، أثار إعلان التيار الصدري عزوفه عن المشاركة في هذه الانتخابات موجة من التساؤلات والجدل في الأوساط السياسية والشعبية، وهو يمثل في حقيقته امتداداً لموقفه الذي اتخذه منذ عام 2022، حينما أنسحب من مجلس النواب آنذاك ، مما أحدث ذلك فراغاً سياسيا كبيراً.


أما عن أسباب مقاطعته عن المشاركة في الانتخابات القادمة، فمن خلال متابعة تصريحات زعيم التيار، السيد مقتدى الصدر ومن خلال الحديث مع بعض اتباعه والبحث في كل ماكتب عن هذا الموضوع، يمكننا أن نلخص تلك الأسباب بالاتي؛

1_ رفض التيار للنظام السياسي القائم على الفساد والمحاصصة، الذي يصعب إصلاحه حسب تصوره ، مما تولد عن ذلك فقدان للثقة في العملية السياسية القائمة منذ عام 2003.


2_رفضه لاستمرار الهيمنة الحزبية وتوزيع المناصب القائمة على التوافقات، لا على الكفاءة او الاراده الشعبية.


3_ يسعى التيار إلى اصلاحٍ حقيقي، وحسب تصوره أن ذلك من الصعب تحقيقه من خلال أدوات ووسائل النظام الحالي.


4_ النأي والابتعاد عن المشاركة الرمزية، فهو يسعى لمشاركة حقيقية فاعلة قادرة على أنتاج تغيير فعلي في العملية السياسية. 

هذه اهم اسباب العزوف عن المشاركة في الانتخابات القادمة لمجلس النواب العراقي.

ولكن ماذا يترتب عن هذه المقاطعة من آثار؟


أن أهم مايترتب على مقاطعة التيار الصدري للانتخابات القادمة من آثار، هي في حقيقتها نابعة عن إستنتاج شخصي من عندنا للامور حسب تصورنا، وهي تكمن بالاتي؛ 


1_انعدم التوازن داخل العملية السياسية، حيث تؤثر مقاطعته في تمثيل شرائح كبيرة في المجتمع.


2_إنخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات، مما قد يضعف ذلك مدى شرعية الانتخابات وتمثيلها للارادة الحقيقية للشعب العراقي.


3_ تعزيز نفوذ خصوم التيار من القوى السياسية مما يمنحها ذلك مساحةً أوسع للهيمنة على القرار السياسي.


4_قد يولد ذلك شعور بالاحباط و اللامبالاة لدى المواطنين، مما قد يعمق ذلك أزمة الثقة بين الشعب ومؤسساته.


بيد أن السؤال الأهم هنا، ماهي أهم السبل الفاعلة لمعالجة نتائج المقاطعة؟


نعتقد أن أهم الحلول التي يمكن وضعها لمواجهة الآثار السلبية الناجمة عن مقاطعة التيار الصدري للانتخابات القادمة، انما تكمن في حقيقتها بالأمور التالية؛

1_ فتح حوار وطني وجاد مع التيار الصدري وإقناعه بالعودة للمشاركة.

2_الاستجابة الحقيقية لمطالبه  بالإصلاح، من خلال إتخاذ الإجراءات الفاعلة لمكافحة الفساد، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

3_ تأمين أجواء انتخابية نزيهة وخالية من التزوير و التأثيرات الحزبية

على إية حال، إن مقاطعة التيار الصدري للانتخابات، يعد تحدياً جدياً للمسار الديمقراطي في العراق ويكشف عمق الأزمة التي يعاني منها النظام السياسي. لذا فأن مسؤولية احتواء نتائج هذه المقاطعة تقع على عاتق الحكومة وجميع القوى الوطنية الراغبة في بناء عراق قوي ومستقر وآمن. 



إرسال تعليق

أحدث أقدم