(ترامب )يهدد الامام الخامنئي ب(القتل )فكيف جاء الرد ؟




محمود الهاشمي

 مدير مركز الاتحاد للدراسات الاستراتيجية 

١٨-٦-٢٠٢٥

لم يبق امام العدو الصهيوني 

وداعمه وشريكه بالجرائم الولايات المتحدة سوى الاعلان عن تهديد الامام القائد الخامنئي 

ب(القتل) كوسيلة للضغط على الشعب الايراني وهو يخوض ملحمة الدفاع عن بلده ضد هجمات العدو الصهيوني ..

   السيد الامام الخامنئي احد رجال الثورة الاسلامية بايران 

وقادتها وقد شهد جميع مراحل 

تطورها والتحديات التي عصفت بها ،وتسلم ارفع المناصب السياسية والحكومية ناهيك انه المرجع الاعلى والولي الفقيه 

والمرشد الاعلى للثورة الاسلامية والقائد العام للقوات المسلحة )بايران ..

السيد القائد الخامنئي تجاوز عمره الثمانين عاما ،وبذا فان 

قادة الثورة الاسلامية يقدرون هذه المرحلة من العمر مثلما تقدرها الحوزات العلمية ورجالات الدولة والشعب ..

ان نظام (التراتبية )في الجمهورية الاسلامية يعتبر ضمن التكليف الشرعي حيث لايجوز ان يبقى منصبٌ شاغرا 

وتتداخل المصالح والاهواء 

على حساب مصالح البلاد والاسلام ..

جميع القيادات واصحاب المناصب العليا في ايران مؤمنون  ب(التراتبية )بانه اذا تعرض المسؤول  الى (طاريء )وشغر المنصب سيخلفه  على المنصب اخر    مباشرةً ثم اخر  على ان لايبقى  المنصب شاغرا، حفاظا على المصالح العليا للشعب وعلى امنه واستقراره  ..

هذه (التراتبية )مأخوذة عن مباديء الاسلام الحنيف ،لان المنصب عسكريا كان او مدنيا 

ليس امتيازا انما المسؤول (خادم )للشعب ..

وفي معركة (مؤتة )التي ارسل فيها الرسول محمد (ص)جيشا لمقاتلة الروم جعل قيادة الجيش بأمرة  (جعفر الطيار )واذا استشهد يعقبه في القيادة (زيد بن حارث )واذا استشهد (زيد بن حارث ) على  

(قادة الجيش )ان يختاروا قائدا 

اخر لهم ،حتى لايتأخر الجيش في مهمته..

لذا فان جميع قادة الثورة الاسلامية منذ انطلاقها عام ١٩٧٩ وحتى اليوم ،كلما تعرض احدهم لحادث استشهاد او موت سرعان مايعقبهم اخرون 

،دون تأخر وتلك ميزة امتازت بها الجمهورية الاسلامية دون سواها من الدول الاخرى 

حتى ان المواطن الايراني لايشعر بالقلق على فقدان احد قادته كثيرا -رغم حزنه والمه -لانه 

يعلم بانه سياتي من بعده من يماثله واكثر …

إنِّ ترشحَ  اي شخصية  لمنصب بالجمهورية الاسلامية ،ليس سعياً  من اجل امتياز ،حيث ترى المسؤولين  الايرانيين  كبارا وصغارا برتدون الملابس المتواضعة وياكلون البسيط من الطعام ويسكنون منازل اقل كلفةً ومساحةً من سواهم ،وليس لاولادهم اي امتياز على الاخرين من ابناء البلد لذا فهم في حالة 

زهد وتواضع  ..

النموذج امام الشعب والقيادة في ايران هو الامام الراحل الخميني (قدس)

الذي لايعبأ بالموت او التهديد 

فحين همَّ اي يعود الى طهران عند انطلاق الثورة الاسلامية 

تلقى  رسالة خاصة من رئيس الوزراء الإيرانى انذاك  «بختيار» والرئيس الأمريكى كارتر: «نرجو ألا تذهب إلى طهران كما تنوى لأنك إن فعلت ذلك فستراق دماءٌ كثيرةٌ)لكنه قدم الى طهران واستقبله الشعب بحفاوة وكان لمجيئه الاثر بنجاح الثورة .. 

 واصبح زهد الامام في مسكنه ولباسه وزاده وفراشه محط انظار العالم 

وحين التقاه الصحفي المصري الكبير محمد حسنين هيكل  

قال (ان  جميع ممتلكات الامام   

لاتساوي (١٧)دولارا فقط )..

وقال محمد حسنين هيكل:

إنِّ الإمام الخميني هبة ربانيّة وسماوية لأهل الارض).

وبعد وفاته رضوان الله عليه اعقبه في الولاية الامام الخامنئي 

وسار على ذات المنهج في الزهد والتواضع  ودماثة الخلق وسمو القيم والبساطة والبصيرة والحكمة في ادارة الدولة .

اليوم يتحدث الرئيس الاميركي 

(ترامب)وسبقه ربيبه (نتنياهو )بالتهديد ب(قتل الامام الخامنئي)!

القضية لاتحتاج الى تهديد فالامام الخامنئي سبق وان تعرض لمرات الى اعمال ارهابية 

من قبل عملاء امريكا ،وسبق ان سمع مثل هذه التهديدات كما انه على رأس الدولة وان بلده (ايران)في حرب مع العدو الصهيوني فحتما انه (مستهدف)من قبلهم،واذا كان الجيش الصهيوني يفخر  باستهداف مؤسسة اعلامية بطهران وبالمجازر التي ارتكبها في غزة بحق  الاطفال والنساء والمرضى والشيوخ فكيف سيتأخر عن استهداف شخصية بحجم الامام الخامنئي ؟

يبدو ان الاستكبار العالمي ومعه اعوانه من صهاينة وغيرهم لم يتفهموا ثقافة الاسلام والمسلمين وخاصة السائرين على منهج اهل البيت عليهم السلام ،المُتّبع  في الجمهورية الاسلامية والمترسخ في ذات الانسان الايراني بشكل الخاص     

في النظر  للشهادة في سبيل  

الله على انها (كرامة من الله )يطلبها ويتمناها الجميع وانهم يؤمنون بالاية الكريمة (مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)..

وبما ورد عن الامام السجاد عليه السلام عندما هدده الوالي الاموي (عبيد الله بن زياد بالقتل )قال عليه السلام

(ابالقتل  تهددني ؟أما علمتَ أنّ القتل لنا عادة ، وكرامتنا من الله الشهادة؟!»

لذا حين جاء رد الامام الخامنئي 

على التهديد بالقتل من قبل الرئيس الاميركي 

(إن عمري لا يساوي عندي قيمة النظارات التي ارتديها، وهل دمي أغلى من دماء الشهداء)

فقد جاء متسقاً مع مباديء وقيم الاسلام الحنيف ورسالة اهل البيت عليهم السلام ومع الروح والمعنويات التي تواجه ايران بها الاستكبار العالمي  منذ انطلاقها وحتى اليوم ..

وان مراجعة بسيطة لاراء  القادة الايرانيين بمختلف مناصبهم الذين نالوا شرف الشهادة وهم يوثقون اقوالهم قبل استشهادهم باعوام وكأنه حدث 

لامرد  منه ،معبرين عن سعادتهم بهذا الشرف الكبير ،

يتأكد ان قادة هذا البلد لايخشون الموت ويرون فيه 

(سعادة )لهم ولاسرهم فيما بعد .

وبهذه العقيدة استطاعت الثورة الاسلامية في ايران ان تواجه اكبر التحديات وان لاتخضع لارادة الاستكبار يقول الامام الخامنئي 

(ان الشعب الايراني يقف بصلابة بوجه الحرب المفروضة مثلما انه سيقف بقوة بوجه السلام المفروض)

اي ان الشعب الايراني يقاتل ببسالة بوجه (الحرب المفروضة )مثلما يقف بقوة امام (السلام المفروض)

بمعنى انه شعب يصنع مصيره بيده ولايقبل الرضوخ الا للواحد الاحد ..

إرسال تعليق

أحدث أقدم