الكلام الجارح د.وسناء النعيمي



أن الكلام والتعبير اللفظي الطيب فن قادر على صناعة إنسان مليء بالطاقة والحياة والعمل والثقة بالنفس والشخصية القوية المنتجة على العكس تماما من الكلام الجارح الذي قد يكون السبب في تهديم الإنسان وتحطيم آماله مهما ادعى ذلك الإنسان القوة وعدم الاكتراث لما يقال له من ذلك الكلام الجارح، وقد يدوم تأثير ذلك الكلام لسنوات عليه،فيما يعتقد قائله بأنه مجرد كلام ينطقه ليعبر عن ما يجول بخاطره متناسيا أن هذا الكلام قد يكون وقعه كالسيف على الآخرين اذا ما كان جارحا.. اذ يرى علماء النفس أن الكلام الجارح سمي بهذا الأسم لأنه يسبب جروحا حقيقية في الدماغ الإنساني ويميت أو يتلف العديد من الخلايا فيه، لينتج عن ذلك عطل في التفكير.. فنلاحظ أن الإنسان المجروح يعاني من الآلام نفسية وشعورا بالإحباط وربما قد يحوله إلى إنسان فاشل غير منتج.. أن الكلام الذي تنطقه هو ليس مجرد موجات صوتية لمجموعة من الأحرف بل هو أكثر من ذلك بكثير فهو طرح لأفكارك وتعبير عن مشاعرك وتمثيل لأخلاقك وشخصيتك..ولهذا فإن الكلمة الطيبة يكون لها تأثير كبير على المستوى الصحي والجسدي والنفسي والمعنوي للإنسان فتجعله فرحاً ومبتسماً ومتصالحا مع نفسه ومع الآخرين..فكم من العلاقات انتهت بسبب كلمة، وكم من البيوت دمرت بسبب كلمة، وكم من الأطفال أصبحوا فاشلين أو حتى مرض نفسيين بسبب الكلام الجارح غير المسؤول من قبل آبائهم، وكم من تلميذ فشل أو نجح في دراسته وحياته بسبب كلمة من معلمه..أن الكلمة الطيبة على حد تعبير واثق طهبوب "قد تكون شعراً أو نثرا لا يهم..لكن صدق قائلها وعظم مضامينها كفيل بتغيير قناعات وقلب موازين وبناء واقع جديد". أن الكلام الطيب هو أقوى سلاح لمقاومة الحزن والألم واستقرار القلب والروح، لهذا فكر كثيراً وضع نفسك مكان المتلقي قبل نطق أي كلمة، واجعل كلماتك طيبة لتكون كالدواء الشافي يشفي نفوس الآخرين من كل ألم ومرض.

إرسال تعليق

أحدث أقدم