المهرج

 



فاطمة علي 

يبدو أن دونالد ترامب، في أسلوبه الماكر 

، قام بتقمص دور شخصية الجوكر، تلك الشخصية المعقدة التي تمزج بين الفكاهة والقتل.

 يعتبر الجوكر تجسيدًا للفوضى الساخر، وكذلك ترامب يتناول الحرب المحتملة بين إيران وإسرائيل على أنها ورقة رابحة لديه.

 ففي تطور حديث، نجده يصرح مرة بأنه لا يريد أن تتورط أمريكا في حرب جديدة، وفي مرة أخرى يدعو إلى حلول سلمية، لكن دون جدوى أو استجابة تُذكر.

 هذه التصريحات المراوغة تحمل في طياتها الكثير من الدسائس والمكر، إذ يهدف ترامب، الذي اعتاد على الدراما والمشاهد المثيرة، إلى استغلال الاضطرابات الجيوسياسية لخدمة أجندته السياسية. 

في طيات تلك التصريحات، نجد لعبة معقدة من التكتيك والمناورة، فعلى الرغم من محاولاته العلنية لتجنب العنف، يبقى خيط رفيع يفصل بين الدعوات للسلام وتهيئة الأجواء للحرب، مما يخلق حالة من الارتباك في صفوف الحلفاء والخصوم على حد سواء

. ومع ذلك، يبدو أنه ينظر إلى هذا التضارب كفرصة لإعادة تشكيل صورته وكسب الدعم الشعبي من خلال استعراض قدرته على التعامل مع الأزمات العالمية، والاعتقاد بأنه قادر على إجبار إيران على مراجعة مواقفها تحت ضغط التهديدات. ولكن، 

في خضم هذه الاستراتيجية المعقدة، لم يكن ترامب يتوقع أن يأتي الرد من طهران بطريقة تختلف عما خطط له، حيث بدأت إيران في تعزيز روابطها مع قوى إقليمية أخرى، مما أدى إلى ديناميكيات جديدة تتشكل في المنطقة. على الرغم من طموحات ترامب، نجد أن اللاعبين الرئيسيين في الصراع قد يكتشفون أن أحلامهم في تحقيق أهداف معينة قد تهدم بفعل العوامل المتغيرة في الساحة الجيوسياسية، مما يجعل الأمور أكثر تعقيدًا ويثير التساؤلات حول ما إذا كانت الأمور ستظل تحت السيطرة في مواجهة صراعات متزايدة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم