إيران والعمق الاستراتيجي للشيعة في ظل التجبر الإسرائيلي




حسن درباش العامري 

لطالما قلت واكدت بان الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمثابة العمق الاستراتيجي للشيعة في العالم، ليس فقط من الناحية العقائدية أو المذهبية، بل أيضاً باعتبارها الحصن الجيوسياسي الذي يشكل مظلة حماية وملاذًا سندا حقيقيا للمسلمين بكل طوائفهم وبالخصوص للشيعة ،لقوى المقاومة في المنطقة بل اصبحنا نجدها . وواقع الحال أن أي انهيار أو ضعف للدولة الاسلامية الإيرانية – لا قدّر الله – قد يعرّض واقع الشيعة في الإقليم والعالم لخطر وجودي، سواء على المستوى السياسي أو الأمني أو حتى الاجتماعي.

لقد تخطت القوى الشيعية في ايران خط اللاعودة، ليس بدافع المغامرة أو الطيش السياسي، بل انطلاقًا من قناعة راسخة بحقها في الدفاع عن نفسها ووجودها، ولأنها واجهت ظلمًا ممنهجًا تجاوز كل الخطوط الحمراء. فالممارسات الإسرائيلية، التي وصلت إلى حد التعدي على أبسط القوانين الدولية والإنسانية، لم تترك أمامها خيارًا سوى المواجهة.

لقد تمادت إسرائيل في عدوانها وغطرستها، مستندة إلى دعم غربي غير مشروط، ومتجاهلة الحقوق المشروعة لشعوب المنطقة، حتى بات قادتها يصرحون علنًا بأنهم المتحكمون بمستقبل الشرق الأوسط، وأن إعادة رسم خريطته السياسية يجب أن تخضع لرؤيتهم وحدهم، وكأنهم أوصياء على هذه الأرض. وفي ظل هذا التعجرف، تسعى إسرائيل إلى احتكار امتلاك الأسلحة المتطورة، ليس لحماية أمنها كما تدعي، بل لفرض إرادتها وتكريس هيمنتها على شعوب المنطقة.ولنيتها التوسع كما هي دائما تقول لبناء حلم اسرائيل الكبرى  التي تمتد من النيل إلى الفرات وهذا هو التعبير والتأكيد على هدف التمادي والتعدي الصهيوني على الدول العربية ..

لكن الحقيقة التي يتجاهلها البعض هي أن إسرائيل ليست إلا كيانًا غاصبًا، نشأ من تجمعات مشتتة جُلبت من أصقاع الأرض، بعد أن لفظتها بيئاتها الأصلية لعدة أسباب دينية وثقافية واجتماعية. واليوم، وبعد عقود من الاحتلال والتهجير والعدوان، لا تزال تمارس الدور نفسه، دون أي مساءلة أو رادع.

إن من حق الدول الإقليمية، ومن بينها إيران، أن تمتلك ما تمتلكه إسرائيل من قدرات دفاعية وتقنية متطورة، ليس بغرض الاعتداء، بل من أجل خلق توازن حقيقي في ميزان القوى، يفتح الباب أمام إمكانية تحقيق السلام العادل والدائم. فالتوازن هو الضامن الوحيد لمنع العدوان، وهو الطريق الذي يمكن أن يُعيد للمنطقة شيئًا من الاستقرار المفقود.

باختصار، فإن الدفاع عن حق إيران – وكل قوى المقاومة – في امتلاك وسائل القوة، ليس ترفًا سياسيًا، بل ضرورة استراتيجية لمواجهة مشروع استعلائي يريد فرض واقع ظالم لا يقبله عقل أو منطق. والتاريخ علمنا أن الشعوب، مهما ضعفت، قادرة على الوقوف إذا امتلكت إرادة المقاومة والعدالة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم