بقلم رئيس التحرير
يقول البير كامو في كتابه " الانسان المتمرد" ان ، "
الطريقـة الوحيدة، للتعامـل مع عالم غير حر، هي أن تكون حراً لدرجة يصبح فيها وجودك بحد ذاته ثورة". استذكرت هذا المقطع وفي الذهن صورة عن تأثير الانسان داخل عمله ومحيطه الخارجي وكيف يترجم وطنيته بمكان عمله ومجلسه ويصبح ثورة، ولعل من المسلمات البديهية هي ان الوطنية والتسامي بحب الوطن والعمل بإخلاص له هي من العقل والحكمة والايمان وهي بحد ذاتها ثورة ، ثورة الانسان وحريته وتأثيره داخل محيطه ، مثل ما ان الشعور بالوطن في الوجدان والضمير هي اعلى سمات الوطنية ، ما اود الدخول اليه في مقالي هي ثورة الموظف الوطني في وزارة الدفاع العراقية ، فرغم كل التحديات التي تواجه وطننا الحبيب الا ان هناك من سجلوا بصمة الولاء والحب في سجل الشرف والعفة والنزاهة وصنعوا ثورة داخل محيطهم حتى خرجت اصداؤها للخارج وحصدو اعلى درجات الوطنية كيف لا ؟ وهم يمتلكون عقول نيرة وتستثمر بالاشياء البسيطة حتى تحقق مكسباً كبيراً لبلادها وهذا ما يشدك لو انك دخلت لمبنى وزارة الدفاع في ايامها هذه ، ستعرف ماذا اقصد بكلامي ، دخلتها امس وتفاجات مبتسماً ، حيث بلا شعور استعدت ذكرياتها قبل سقوط النظام البائد وكيف كانت عبارة عن تلال نفايات ومقالع للحجارة ، لاسيما ان للدفاع ذكريات في ذهن العراقي منذ اه صارت بيت عبد الكريم قاسم ، مالذي حصل ؟ كيف صنعتم هذا الرُقي والجمال ، مناظراً تشرح النفس وتسر الاعين ، عناية فائقة بالمبنى وجماليته ، تثاقلت خطواتي وتواردت فكرة ، هي ان الدفاع تحارب بكل مكان وحتماً هناك قائداً مباشرة وراء جمال المبنى ودقة نظافته وتفاصيل الاهتمام بشكله وحدائقه ، لم اصبر ، لقد سالت عن ذلك وجائني الرد صاعقاً ، اجاب احد المتواجدين بوجه بشوش وابتسامة رائعة ،
الفريق الركن محمد البياتي هو المسؤول المباشر عن ذلك ، رغم انني سمعت الكثير والكثير عن جهد هذا الرجل وحُسن سيرته وانضباطه الا انني متفاجئ حقاً ، فالرجل يعمل بصمت كبير وهدوء عالي وله طاقة تحمل من اجل تقديم الخدمة لابناء بلده هذا غير متابعته لعوائل الشهداء والجرحى ، يمسك البياتي بايادي الاطفال اليتامى ويقبلها حباً والعيون مغرورقة بالدمع هذا منظر اعتاد الجميع على رؤيته حين يطوق الفريق الركن محمد البياتي عائلة شهيد تنوي الحصول على مستحقات فقيدهم ، يسعى الرجل بكل امانة لمساعدتهم ، مكانة مثل هذا الرجل في حدقات العيون وسويداء القلب .