التواصل.. السلاح الخفي لحارس المرمى في كرة القدم الحديثة



نعمت عباس 

مع تسارع التطور التكتيكي في كرة القدم، تغيّر مفهوم مركز حراسة المرمى بشكل جذري. فالحارس لم يعد مجرد “خط دفاع أخير”، بل أصبح جزءاً من منظومة بناء اللعب، ومسؤولاً عن تنظيم الخط الخلفي وقيادة الفريق من العمق. هذا التحول جعل التواصل مع المدافعين عاملاً محورياً في الأداء الدفاعي والهجومي على حد سواء.

 

الحارس المعاصر مطالب اليوم بامتلاك رؤية تكتيكية، وصوت مسموع يوجّه اللاعبين لحظة بلحظة. وهنا تظهر القيمة الاستثنائية للتواصل الفعّال؛ إذ إن جزءاً كبيراً من القرارات الدفاعية يتم اتخاذه في ثوانٍ، وأي تأخير أو غموض في التوجيه قد يكلّف الفريق هدفاً حاسماً.

 

بعض الحراس العالميين وعوا هذه الحقيقة فأتقنوا لغات متعددة ليتواصلوا مع زملائهم الأجانب بدقة أكبر. وفي المقابل، يبرز النموذج المحلي في الملاعب الإماراتية عبر الحارس عبيد سعيد الحمروني (نادي التعاون سابقاً )، الذي اعتمد أسلوباً عملياً حين طلب منه مدرب الحراس استخدام اللهجة الدارجة التي يتحدث بها اللاعبون يومياً. هذه الخطوة البسيطة ضمنت سرعة الفهم والاستجابة داخل الملعب، وأسهمت في تعزيز التماسك الدفاعي.

 

من هنا، يصبح واضحاً أن نجاح حارس المرمى لا يقاس فقط بقدراته البدنية أو مهارته في التصدي، بل أيضاً بمدى قدرته على التواصل والقيادة. فهو العين التي ترى الملعب كاملاً، والصوت الذي يوجّه زملاءه، والعنصر الذي يربط الدفاع بالهجوم في منظومة الفريق الحديث.

 


إرسال تعليق

أحدث أقدم