في زحمة الأسماء التي تتصدر المشهد الرياضي بالمحسوبية والمنسوبية، تضيع كفاءات فنية وإدارية أثبتت حضورها محلياً وخارجياً، ويأتي في مقدمة هؤلاء الكابتن عبد الكريم عبد الرزاق، النجم الزورائي السابق، الذي كان وما يزال نموذجاً في السلوك التربوي، وقدوة في العمل الإداري والفني.
مسيرة مهنية حافلة
عبد الكريم عبد الرزاق احترف في الملاعب الخليجية مدرباً، وترك بصمته الواضحة في عدد من الأندية الإماراتية، حيث قاد نادي التعاون ونادي مصفوت ونادي الشعب، ونجح في تحقيق مركز الوصافة مع الشعب في الدوري الإماراتي، وهو إنجاز يحسب له ولإدارته الفنية المتميزة. وخلال مسيرته، قدّم مجموعة من المواهب الكروية التي أصبحت ركائز في الكرة الإماراتية، الأمر الذي يعكس خبرته وقدرته على صناعة جيل جديد من اللاعبين.
إدارة بروح القائد
لم يكن عبد الكريم مجرد مدرب، بل إدارياً ناجحاً بدرجة امتياز، عُرف بالانضباط والعدالة في التعامل مع اللاعبين، فكان قريباً منهم داخل وخارج الملعب، وهو ما جعل تجربته نموذجاً للقيادة الرياضية الناجحة التي تضع الموهبة والكفاءة فوق أي اعتبارات أخرى.
ذكريات لا تُنسى
في الدوري العراقي، شهدت الملاعب مواقف إنسانية نادرة، من بينها لحظة إصابة النجم الدولي فلاح حسن، “ثعلب الكرة العراقية”، في مباراة الزوراء والميناء بعد تعرضه لكسر في الساق، يومها بكت الجماهير واللاعبون تأثراً وحزناً على نجمها الكبير. كانت تلك صورة حقيقية للقيم الرياضية التي نفتقدها اليوم، بعدما طغت لغة المصالح على حساب الوفاء للتاريخ والرموز.
الغربة القسرية
اضطر فلاح حسن إلى مغادرة العراق تحت وطأة ظلم تعرّض له من قبل رئيس الاتحاد السابق، ثم تكرّر المشهد عندما أبعدته ضغوط الجماهير والإدارة عن موقعه الطبيعي في إدارة الزوراء، ليجد نفسه مجبراً على الابتعاد. هكذا غادرت الكفاءات بصمت، بينما بقيت الأبواب مفتوحة أمام غير المؤهلين.
رسالة أخيرة
إنه لأمر مؤسف أن يبقى ابن النوارس خارج الأسوار، فيما تتكدس الساحة الرياضية بأسماء لم تقدم ما قدّمه عبد الكريم عبد الرزاق. لذلك يبقى الأمل قائماً بأن تعود الرياضة العراقية إلى عهدها الذهبي، حيث يوضع الإداري المناسب والمدرب المناسب في المكان المناسب، ويُعاد الاعتبار لأسماء صنعت المجد وكتبت التاريخ
2024-2023