|إيـــاد الإمـــارة|
أنا لا أقول بأن ما بعد الإرهابي الجولاني هو الأخطر أو الأشد خطراً بمعزل عن الجولاني نفسه، بل إنه، هو الذي مهد لهذه المرحلة "الأشد خطورة" وهو ينفذ الأجندة الصهيونية والأمريكية بالحرف.
سوريا اليوم ليست بخير أكثر من قبل ..
البلد الذي أنهكته سنوات الحرب الطويلة، ودُمّـرت بناه التحتية، وبيعت ثرواته أمام أعين شعبه، يدخل مرحلة انفجار "جديدة"، قد تكون أخطر من كل المراحل السابقة ..
فما يجري في الداخل السوري الآن ليس مجرّد صراع نفوذ بين الفصائل الإرهابية المتناحرة، أو هو تصفية عرقية يقوم بها تنظيم الجولاني الإرهابي، أو ندخل صهيوني عابر سيتوقف عند حد معين، بل هو تحضير ممنهج لانفجار سياسي-أمني كبير، ستطال شظاياه الجميع، من دمشق إلى بغداد وبيروت والقاهرة وعواصم عربية أُخرى.
الحديث الآن، عن تراجع دور الإرهابي أبو محمد الجولاني، قائد ما يسمى بـ”هيئة تحرير الشام”، ..
يعتبرون أن مرحلة الجولاني أوشكت على الانتهاء ..
هذا صحيح جزئياً، لكن الأهم والأخطر هو:
ماذا بعد الإرهابي الجولاني؟
الكيان الصهيوني لا يقف على الحياد في كل صراعات المنطقة ..
الكيان الصهيوني هو الذي يُـشعل الصراعات ويُـغذيها ..
وهو يدخل الحرب مرة أُخرى مُـباشرة مدعوماً من قوى الشر كافة ..
الكيان الصهيوني يتابع ويخطط وينفذ ..
ويريد سوريا مفككة، يحكمها الفراغ الأمني والسياسي، بحيث تصبح مجرد جدار مائل على حدود الجولان المحتل، يريدها بوابة جديدة لتوتر كامل المنطقة التي تحيط به.
الإرهابي الجولاني كان ورقة، والورقة انتهت ..
لكن اللعبة لم تنتهِ ..
القادم أخطر لأن الذي يُـراد اليوم هو إدخال سوريا في مرحلة صراع داخلي أكبر من قدرة أي طرف على ضبطه.
ماذا يعني هذا للعراق والمنطقة؟
:انفجار سوريا لا يبقى في سوريا ..
العراق سيدفع الثمن ..
لبنان سيدفع الثمن ..
المنطقة كلها ستدفع الثمن.
فالكيان الصهيوني يريد منطقة مشتعلة حتى يظل هو وحده القوة المسيطرة، يخطط، يضرب، يهدد، ويحول كل من حوله إلى ساحة صراعات داخلية.
بالتالي: سوريا اليوم على أبواب انفجار أخطر من الحرب ..
وما بعد الإرهابي الجولاني ليس مرحلة استقرار، بل فوضى أكثر تعقيداً وخطورة، يقودها مشروع صهيوني- أمريكي يريد تمزيق سوريا بالكامل لتمزيق منطقة بالكامل.
لذا يجب أن تكون "العين" مفتوحة ..
"المقاومة" وحدها قادرة على كسر هذا المخطط، قبل أن تلتهمنا نار الشام المشتعلة التي يُـراد لها أن تحرق المنطقة بأسرها ..
وستحرقها.
