الشرق الأوسط الجديد بريشة واشنطن.. قدر لبنان بوصاية دمشق





كتب : حسنين تحسين


تعد تصريحات توماس باراك من ابرز التحولات الدولية في القرن الجديد، فبعد نهاية نظام البعث السوري بدأت المنطقة بفكرة ( الشرق الأوسط الجديد) على غرار اتفاقية سايكس- بيكو.

بدأ كل شيء باغتيال زعيم حزب الله و تلك اللحظة انحسر المحور على نفسه و توالت الخسائر حتى فقد المحور اهم امتداداته ( بلاد الشام بالكامل).


تصريحات توماس باراك خطيرة جدًا و تحذير كبير لحزب الله كوجه سياسي مسلح بلبنان و لشيعة لبنان انه إذا لم تخضعوا للاتفاق الجديد بقناعة التسليم بالواقع، فإنكم ستكونون تحت رحمة النظام السوري الجديد الذي لن يرحمكم اطلاقًا.


الطرح الأمريكي الجريء بهذه الحساسية و بهذا الوقت رغم معرفته بحساسية العلاقة بين شعبي سوريا و لبنان قد يأخذه البعض من باب المناورة السياسية، لكن المستجد الأخطر هو تبرئ امريكا  من اي وعد لاكراد سوريا بالحكم الذاتي او غيره من الوعود و كلامها واضح معهم (اخضعوا) لدمشق و لكل ما تريده.

هذا التعامل الامريكي مع الاكراد يعني جدية أمريكية تامة لتقوية نظام دمشق و الذهاب لتمكينه اكثر بالمنطقة. إذ بات معروفًا أن لبنان لم يعرف استقرارًا حقيقيًا دون وصاية خارجية، ويبدو أن واشنطن تعتقد أن عودة الوصاية السورية باتت ضرورة لعلاج بلد يُسخن دائمًا رغم احتضانه من البحر المتوسط.

قد يفاجئ البعض و يتسأل لماذا امريكا تتعاون و تدعم نظام الرئيس احمد اشرع في سوريا؟ الجواب واضح و هو الشرع نفسه.

نادراً ما شهد التاريخ قائدًا يأتي بعد ثورة دون أن يكون ثوريًا، وبهذا القدر من الهدوء! فالرجل يتمتع بواقعية مفرطة لدرجة أن إعجاب الولايات المتحدة به انجلى واضحًا، إذ تراه النموذج الأمثل لحاكم يحقق لها ما تريد دون ضجيج ثوري بخطابات ثورية عقدية جوفاء، فالرجل يعي ان بلده منهك بكل شيء و لهذا مستعد لكل سلام تطلبه امريكا و هذا بالحقيقة امر يُريح امريكا و شعب سوريا.

على شيعة لبنان ان يتفادوا الخطأ القاتل، بعد خطيئتهم الاولى بدخول حرب فلسطين، على شيعة لبنان ان يعوا تمامًا ان مسألة وجودهم اصبحت على المحك الان و يتخذوا الطريق الأسلم ضمن لبنان و حدود لبنان بما يخدم لبنان و شعبه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم